88

Takaitaccen Sawaciq Mursala

مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

Bincike

سيد إبراهيم

Mai Buga Littafi

دار الحديث

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Inda aka buga

القاهرة - مصر

Nau'ikan

مَنْقُولَةٌ فِي اللُّغَةِ بِالتَّوَاتُرِ لَا يَخْتَصُّ بِنَقْلِهَا الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ، فَلَمْ تَتَوَقَّفْ دَلَالَتُهَا عَلَى عِصْمَةِ رُوَاةِ مَعَانِيهَا، فَكَيْفَ فِي الْأَلْفَاظِ الشَّهِيرَةِ كَالشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، وَاللَّيْلِ، وَالنَّهَارِ، وَالْبَرِّ، وَالْبَحْرِ، وَالْجِبَالِ، فَهَذِهِ الدَّعْوَى بَاطِلَةٌ فِي الْأَلْفَاظِ الْغَرِيبَةِ وَالشَّهِيرَةِ، يُوَضِّحُهُ: الْوَجْهُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: أَنَّ أَصْحَابَ هَذَا الْقَانُونِ قَالُوا: أَظْهَرُ الْأَلْفَاظِ لَفْظُ (اللَّهُ) وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ أَعْظَمَ اخْتِلَافٍ، هَلْ هُوَ مُشْتَقٌّ أَمْ لَا؟ وَهَلْ هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ التَّأْلِيهِ أَوْ مِنَ الْوَلَهِ أَوْ مِنْ لَاهٍ إِذَا احْتَجَبَ، وَكَذَلِكَ اسْمُ الصَّلَاةِ وَفِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ مَا فِيهِ، هَلْ مُشْتَقٌّ مِنَ الدُّعَاءِ أَوْ مِنَ الِاتِّبَاعِ، أَوْ مِنْ تَحْرِيكِ الصَّلَوَيْنِ، فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي أَظْهَرِ الْأَسْمَاءَ فَمَا الظَّنُّ بِغَيْرِهِ. فَتَأَمَّلْ هَذَا الْوَهْمَ وَالْإِيهَامَ وَاللَّبْسَ وَالتَّلْبِيسَ، فَإِنَّ جَمِيعَ أَهْلِ الْأَرْضِ عُلَمَائِهِمْ وَجُهَلَائِهِمْ، وَمَنْ يَعْرِفُ الِاشْتِقَاقَ وَمَنْ لَا يَعْرِفُهُ، وَعَرِبِهِمْ وَعَجَمِهِمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ (اللَّهَ) اسْمٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، خَالِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، فَهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّ هَذَا الِاسْمَ يُرَادُ بِهِ هَذَا الْمُسَمَّى، وَهُوَ أَظْهَرُ عِنْدَهُمْ وَأَعْرَفُ وَأَشْهَرُ مِنْ كُلِّ اسْمٍ وُضِعَ لِكُلِّ مُسَمًّى، وَإِنْ كَانَ النَّاسُ مُتَنَازِعِينَ فِي اشْتِقَاقِهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنِزَاعٍ مِنْهُمْ فِي مَعْنَاهُ. وَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي مَعْنَاهَا الَّذِي أَرَادَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنِ اخْتَلَفُوا فِي اشْتِقَاقِهَا، وَلَيْسَ هَذَا نِزَاعًا فِي وَجْهِ الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ [النساء: ١٧٦] يُقَدِّرُهُ الْبَصْرِيُّونَ كَرَاهَةَ أَنْ تَضِلُّوا، وَالْكُوفِيُّونَ لِئَلَّا تَضِلُّوا، وَكَذَلِكَ اخْتِلَافُهُمْ فِي التَّنَازُعِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ نِزَاعٌ فِي وَجْهِ دِلَالَةِ اللَّفْظِ عَلَى ذَاتِ الْمَعْنَى، مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهَذَا اللَّفْظُ لَا يُخْرِجُ اللَّفْظَ عَنْ إِفَادَتِهِ السَّامِعَ الْيَقِينَ بِمُسَمَّاهُ. الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ: أَنْ يَقُولَ: هَذِهِ الْوُجُوهُ الْعَشَرَةُ مَدَارُهَا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ: أَنَّ الدَّلِيلَ اللَّفْظِيَّ يَحْتَمِلُ أَزْيَدَ مِنْ مَعْنًى وَاحِدٍ، فَلَا يُقْطَعُ بِإِرَادَةِ الْمَعْنَى الْوَاحِدِ. فَنَقُولُ: مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ لَمْ يُشَرِّعُوا لِلْمُتَكَلِّمِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُرِيدُ بِهِ خِلَافَ

1 / 102