وهذا الحديث يُفِيد أنَّ من سبَّه في الجملة أُبِيح قتلُه، وهو عامٌّ في المسلم والكافر.
الحديث السادس (^١): قصة العَصْماء بنت مروان، ما رُويَ عن ابن عباس قال: هَجَت امرأةٌ من خَطْمَةَ النبيَّ ﷺ، فقال: "مَنْ لي بها"؟ فقال رجلٌ من قومها: أنا يا رسول الله، فنهض فقتلها، فأخبر النبيَّ ﷺ فقال: "لا يَنْتَطِحُ بها عَنْزَان (^٢) "، وقصتها مبسوطة عند بعض أهل المغازي، وكان الرجل عُمَير بن عَدِي، فامتدحَه حسَّان بأبياتٍ (^٣):
بني وائلِ وبني واقفٍ ... وخَطْمَةَ دونَ بني الخزرجِ
متى ما دعت أختُكم ويحها ... بُعُولَتها والمنايا تجي
فهزَّت فتًى ماجدًا عِرقُه ... كريمَ المداخِلِ والمَخْرجِ
فضرَّجَها مِن نجيع الدِّما ... قُبيل الصباح ولم تخرجِ
فأوْرَدَكَ اللهُ بردَ الجِنا ... ن جَذلانَ في نَعمةِ المولِجِ
وكان قتلها لخمس ليالٍ بقين من رمضان مرجِعَ رسول الله من بَدْر، وذكر هذه القصة أصحاب السِّيَر، مثل ابن سعد والعسكري وأبو
_________
(^١) "الصارم": (٢/ ١٩٥).
(^٢) أخرجه الواقدي في "المغازي": (١/ ١٧٢ - ١٧٣) بسندٍ منقطع، وتبعه ابنُ سعد: (٢/ ٢٧) وغيره. وأخرجه ابن عدي في "الكامل": (٦/ ١٤٥)، والخطيب في "تاريخ بغداد": (١٣/ ٩٩) من طريق محمد بن الحجَّاج أبي إبراهيم الواسطي، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس به.
وفي إسناده محمد بن الحجاج الواسطي، اتهمه غير واحدٍ بالكذب والوضع.
(^٣) "الديوان": (١/ ٤٤٩)، و"سيرة ابن هشام": (٢/ ٦٣٧).
1 / 56