فصلٌ (^١)
وأما السنة فأحاديث:
الحديث الأول: ما رواه الشعبي عن عليًّ أن يهوديَّةً كانت تشتم النبيَّ ﷺ وتقع في؛ فخنقها رجلٌ حتى ماتت، فأبطل رسول الله دمها.
رواه أبو داود (^٢) وابن بطَّة (^٣)، واستدلّ به أحمد (^٤)، ورُوِيَ أن الرجل كان أعمى (^٥)، وهو حديث جيِّد، وهو متَّصل؛ لأن الشعبي رأى عليًّا (^٦)، ولو كان مرسلًا فهو حجة وفاقًا؛ لأن الشعبي صحيح المراسيل عندهم، ليس له مرسل إلا صحيح (^٧).
وهذا صريحٌ في جواز قتله؛ لأجل شَتْم النبي ﷺ، وهو
_________
(^١) "الصارم": (٢/ ١٢٥).
(^٢) رقم (٤٣٦٢).
(^٣) في "سننه" كما ذكر شيخ الإسلام، وهذا الكتاب ذُكر في ترجمته في "طبقات الحنابلة": (٣/ ٢٧٠) وهو في عداد المفقود.
(^٤) في رواية ابنه عبد الله، على ما ذكره الخلال عنه في "جامعه": (٢/ ٣٤١).
(^٥) أخرجه الخلال في "الجامع": (٢/ ٣٤١ - أهل الملل ...) من مرسل الشعبي.
(^٦) انظر "جامع التحصيل": (ص/ ٢٠٤)، و"تحفة التحصيل": (ق ١٦٨/ ب) ووقعت رواية الشعبي عن علي في "صحيح البخاري": (٦٨١٢)، وردَّ هذا بعضُهم، وجزم الدارقطني أنه لم يسمع منه غير ذاك الحديث، انظر "فتح الباري": (١٢/ ١٢١).
(^٧) ذكره العجلي، وقرنَه ابن المديني بابن المسيب في قوة المراسيل، انظر "شرح علل الترمذي": (١/ ٥٤٣) لابن رجب.
1 / 52