فصل (^١)
وأما الآيات الدالة على كفر الشاتم وقتله إذا لم يكن معاهدًا، وإن كان مُظهرًا للإسلام فكثيرة، مع [أنه مُجْمَعٌ عليه] (^٢).
منها: قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ﴾ إلى قوله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١)﴾ إلى قوله: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [التوبة: ٦١ - ٦٣]، فعُلِمَ أنَّ إيذاء رسول الله محادّة لله ولرسوله؛ لأن ذِكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذِكر المحادَّة؛ فيجب أن يكون داخلًا فيه، فيدل على أنَّ الإيذاء والمحادّة كفر؛ لأنه أخبر أن له نارَ جهنَّم خالدًا فيها (^٣)؛ بل المحادة هي المعاداة وذلك كُفْر ومُحاربة، فيكون المؤذي لرسول الله كافرًا عدوًّا لله ورسوله محاربًا لله ورسوله.
وفي الحديث: أن رجلًا كان يسبُّ النبيَّ ﷺ فقال: "مَن يَكْفِيني عَدُوِّي" (^٤).
_________
(^١) "الصارم": (٢/ ٥٨).
(^٢) متآكل في النسخة والإكمال من "الصارم".
(^٣) قال الشيخ: "ولم يقل: "هي جزاؤه" وبين الكلامين فرقٌ" اهـ.
(^٤) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف": (٥/ ٢٣٧، ٣٠٧) عن عكرمة مولى ابن عباس مرسلًا، وفيه رجلٌ لم يُسَمَّ، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية": (٨/ ٤٥) من طريق إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس = فذكره. قال أبو نعيم عقبه: "غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من هذا الوجه" اهـ. وأخرجه أيضًا عبد الرزاق: (٥/ ٣٠٧) ومن طريقه ابن حزم في "المحلى": (١١/ ٤١٣) من طريق سِماك بن الفضل أخبرني عروة بن محمد - هو السعدي - عن رجلٍ من بلقين ... بنحوه، وكان القاتل هنا خالد بن الوليد، وفي الأول الزبير بن العوام.
والحديث احتج به عليٌّ بن المديني، وصححه ابن حزمٍ قال: "هذا حديث مسندٌ صحيح". أقول: وفيه عروة بن محمد السعدي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول".
1 / 41