فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ -: اسْتَعِنْ بيمينك.
وَكَانَ أنس بن مَالك إِذا حدث فَأكْثر النَّاس فِي الحَدِيث جَاءَ (بمجال) لَهُ فألقاها إِلَيْهِم، ثمَّ قَالَ: هَذِه أَحَادِيث سَمعتهَا وكتبتها من رَسُول الله ﷺ َ -[ثمَّ عرضتها عَلَيْهِ!] .
وَكَانَ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع يملي على النَّاس الْأَحَادِيث، وهم يكتبونها بَين يَدَيْهِ.
وَقَالَ عمَارَة بن الْقَعْقَاع: قَالَ لي إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: إِذا حَدَّثتنِي فَحَدثني عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير؛ فَإِنَّهُ حَدثنِي مرّة بِحَدِيث ثمَّ سَأَلته بعد ذَلِك بِسنتَيْنِ (فَمَا أخرم) مِنْهُ بِحرف.
وَقَالَ مَنْصُور: قلت لإِبْرَاهِيم: مَا لسالم / بن أبي الْجَعْد أتم حَدِيثا مِنْك؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ يكْتب.
وَقَالَ أَبُو صَخْرَة: رَأَيْت حمادا يكْتب عِنْد إِبْرَاهِيم، يَقُول لَهُ: لَا تكذب عَليّ.
وَقَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر: إِنِّي لأحدث بِالْحَدِيثِ فَمَا أدع مِنْهُ حرفا.
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: قَالَ لنا مُحَمَّد بن عَمْرو، لَا أحدثكُم حَتَّى تكتبوه، أَخَاف أَن تكذبوا عَليّ.
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق سَمِعت معمرا يَقُول: اجْتمعت أَنا وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْن جريج، فَقدم علينا شيخ فأملى علينا أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث عَن ظهر الْقلب، فَمَا أَخطَأ إِلَّا فِي موضِعين، لم يكن الْخَطَأ منا وَلَا مِنْهُ، إِنَّمَا كَانَ الْخَطَأ من فَوق، فَإِذا جن اللَّيْل ختمنا الْكتاب فجعلناه تَحت رؤسنا، وَكَانَ الْكَاتِب شُعْبَة، وَنحن نَنْظُر فِي الْكتاب، وَكَانَ الرجل طَلْحَة بن عَمْرو.
بَاب من اخْتَار قلَّة الحَدِيث، وذم من أَكثر مِنْهُ
قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: دخلت على الْعمريّ يَعْنِي [الرجل العابد] عبد الله بن
1 / 46