128

Mukhtasar Minhaj As-Sunnah An-Nabawiyyah

مختصر منهاج السنة النبوية

Mai Buga Littafi

دار الصديق للنشر والتوزيع، صنعاء - الجمهورية اليمنية

Lambar Fassara

الثانية، 1426 هـ - 2005 م

ويصوم النهار، وسمي الكاظم لأنه كان إذ بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال. ونقل فضله الموافق والمخالف. قال ابن الجوزي من الحنابلة: روى عن شقيق البلخي قال: خرجت حاجا سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسية فإذا شاب حسن الوجه شديد السمرة، عليه ثياب صوف مشتمل

بشملة، في رجليه نعلان، وقد جلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس، والله لأمضين إليه أوبخه، فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم.

فقلت في نفسي: هذا عبد صالح قد نطق على ما في خاطري، لألحقنه ولأسألنه أن يحاللني، فغاب على عيني، فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي، وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تتحادر، فقلت: أمضي إليه وأعتذر، فأوجز في صلاته، ثم قال: يا شقيق: {وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} (1) فقلت: هذا من الأبدال، قد تكلم على سري مرتين. فلما نزلنا زبالة إذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يسقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر فرفع طرفه إلى السماء وقال:

أنت ربي إذا ظمئت إلى الما ... ء وقوتي إذا أردت الطعاما

يا سيدي مالي سواها قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها فاخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل هناك، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب فقلت: أطعمني من فضل ما رزقك الله أو ما أنعم الله عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر، ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب منه ريحا فشبعت ورويت. وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا، ثم لم أره حتى دخلت مكة، فرأيته ليلة إلى جانب قبة الميزاب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح، ثم قام إلى صلاة الفجر، وطاف بالبيت أسبوعا، وخرج فتبعته، فإذا له حاشية وأموال وغلمان، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق، ودار به الناس يسلمون عليه ويتبركون به، فقلت لهم: من هذا؟ قالوا موسى بن

Shafi 133