============================================================
وبهذا التأليف يعد الطحاوي - ومعاصره (الإمام الطبري 310ه) (وابن المنذر 318ه) من الرواد الأواثل في التصنيف في هذا الفن، كعلم مستقل ولكن الباحثين مع الأسف الشديد لم يجدوا لهذا السفر العظيم اثرا في مكتبات العالم، وعد في الاثار المفقودة من تراثنا الفقهي العظيم.
واختصر هذا الكتاب الإمام أبو بكر الجصاص (370ها (مختصر اختلاف العلماء للطحاوي) إلأ أن المحقق الفاضل - للجزء الذي وجده من اختلاف العلماء - (د. محمد صغير المعصومي) قد أثار شكوكا حول الكتاب، وجعله اصل كتاب الطحاوي، ونفى آن يكون هو الكتاب المختصر للجصاص؛ ولذلك أذكر هنا ما يثبت بأن الكتاب هو المختصر للجصاص، واستعرض ما توصلت إليه لتاكيد ذلك: يقول حاجي خليفة في معرض حديثه عن الاختلاف: لاصنف فيه جماعة منهم الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، الحنفي، المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلثماثة ويقال له اختلاف الروايات، وهو في مائة ونيف وثلاثين جزءا وقد اختصره الإمام آبو بكر أحمد بن علي الجصاص الحنفي المتوفى سنة سبعين وثلثمائة"(1).
كذلك ذكر الكوثري المختصر في مصنفات الإمام الطحاوي فقال: لومنها اختلاف علماء الأمصار في نحو مائة وثلاثين جزءا، اختصره أبو بكر الرازي الجصاص-، واختصاره هو الموجود في مكتبة جار الله باصطنبول وغيرها، وأما الأصل فلم أظفر به، وأما القطعة الموجودة بدار الكتب المصرية، فهي من المختصر، وفي المختصر يذكر أقوال الأثمة الأربعة وأصحابهم، وأقوال النخعي، وعثمان البتي، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، وابن شبرمه، (1) كشف الظنون، 32/1.
Shafi 85