============================================================
من السخ، واصلت التحقيق - في أوقات حرجة من حياتي لا يعلمها إلا الله عالى على تسخة وحيدة كما شرحت. والمشتغلون بالتحقيق وحدهم يدركون مدى صعوية العمل على نسخة واحدة، وبخاصة إذا لم تخل في بعض الأحيان من السقط في الجمل بل في الصفحات.
ولكن الرغبة الصادقة، والحب الأكيد، أهاجا في الشوق إلى العمل، وبعثاني على إدمان السهر وتقريح العين، وعند الله عز وجل وحده جزاء ذلك؛ فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
-هذا وقد كان همي الوحيد، هو إخراج الكتاب، كما جعله الجصاص مختصرا - ولا يخفى حجمه مع الاختصار- وأن لا أستطرد كثيرا بالتعليقات والتخريجات والشروح التي لا داعي لاكثرها - لمن يقتني مثل هذا الكتاب - اا ومن ثم وطنت نفسي على تصحيح النص، وعمل ما يمكنني في سبيل ذلك، وعلى توثيق الأقوال قدر الإمكان من مظانها، وتخريج الحديث من مصنفاته ومدوناته الأصيلة، وتحوه من آثار الصحابة والتابعين، وبشرح غامض، وتعريف مصطلح غريب، وترجمة مغمور، وفهرسة مسائل وأحاديث واثار ونحوها من أعمال لا بد أن يقوم بها المحقق لإخراج الكتاب.
وقد ذكرت ذلك مفصلا - تحت عنوان - : (عملي في التحقيق)، وجعلت عملي في الكتاب على قسمين، قسم الدراسة، وقدمت لذلك بدراسة موجزة عن الإمامين المؤلفين رحمهما الله تلتها دراسة الكتاب - دراسة حول الكتاب وما يتعلق به من آمور، فاشتمل هذا القسم على: الحالة السياسية والعلمية في عصر الطحاوى والجصاص (باختصار): ترجمة موجزة للإمام الطحاوى رحمه الله تعالى (صاحب الأصل): ترجمة موجزة للإمام أبي بكر الجصاص رحمه الله تعالى (صاحب المختصر).
Shafi 11