Al-Muhtasar Fi Ahbar Al-Basar
المختصر في أخبار البشر
Mai Buga Littafi
المطبعة الحسينية المصرية
Bugun
الأولى
Nau'ikan
Tarihi
بن موسى بن عيسى بن جعفر بن محمد العلوي وسار إِلى اليمنٍ، وبها إِسحاق بن موسى بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عاملًا للمأمون، فهرب من إِبراهيم بن موسى العلوي المذكور، واستولى إِبراهيم على اليمن، وكان يسمى الجزار، لكثرة من قتل وسبى.
وفي هذه السنة سار هرثمة من الكوفة بعد فراغه من أمر أبي السرايا، إلى جهة المأمون، ووردت عيه مكاتبات المأمون بالمسير إِلى الشام والحجاز، فحملته الدالية وكثرة مناصحته، على القدوم على المأمون ومخالفة مرسومه، وكان بينه وبين الحسن ابن سهل عداوة، فدس الحسن بن سهل أصحاب المأمون بالحض على هرثمة، وكان يظن هرثمة أن قوله هو المقبول في حق الحسن بن سهل، فقدم على المأمون بمرو في ذي القعدة هذه السنة، أعني سنة مائتين، فلما حضر هرثمة بين يدي المأمون، ضربه وحبسه، ثم دس إليه من قتله في الحبس وقالوا مات.
وفي هذه السنة أمر المأمون أن يحصى ولد العباس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفًا، بين ذكر وأنثى.
وفيها قتلت الروم ملكهم الليون، وملك عليهم ميخائيل. وفيها توفي معروف كرخي الزاهد، صاحب الكرامات، وكان أبو معروف نصرانيًا.
ثم دخلت سنة إِحدى ومائتين فيها اشتد أذى فساق بغداد وشطارها على الناس، حتى قطعوا الطريق، وأخذوا النساء والصبيان علانية ونهبوا القرى مكابرة، وبقي الناس معهم في بلاء عظيم، فتجمع أهل بعض المحال ببغداد، مع رجل يقال له خالد بن الدريوس، وشدوا على من يليهم من الفساق فمنعوهم وطردوهم، وقام بعده رجل يقال له سهل بن سلامة الأنصاري، من أهل خراسان، وردع الفساق، واجتمع إِليه جمع كثير من أهل بغداد، وعلق مصحفًا في عنقه، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، فقبل الناس منه وكان قيام سهل المذكور لأربع خلون من رمضان، وقيام ابن الدريوس قبله بنحو ثلاثة أيام.
وفي هذه السنة جعل المأمون علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولي عهد المسلمين، والخليفة من بعده ولقبه الرضا من آل محمد ﷺ وأمر جنده بطرح السواد ولبس الخضرة، وكتب بذلك إِلى الآفاق، وذلك لليلتين خلتا من رمضان، من هذه السنة، وصعب ذلك على بني العباس، وكان أشدهم تحرقًا في ذلك منصور وإبراهيم ابنا المهدي، وامتنع بعض أهل بغداد عن البيعة، وكان المتحدث في أخذ البيعة لعلي بن موسى في بغداد. عيسى بن محمد بن أبي خالد.
وفي هذه السنة، في ذي الحجة خاض الناس ببغداد في البيعة لإبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلع المأمون، لأنهم نقموا على المأمون توليته الحسن بن سهل، وجعله الخلافة في آل علي بن أبي طالب، وإخراجها عن بني العباس فأظهر العباسيون الخلاف، لخمس بقين من ذي الحجة، ووضعوا يوم الجمعة رجلًا يقول إنا نريد أن ندعو للمأمون وبعده لإبراهيم بن المهدي، ووضعوا آخر يجيبه، بأنا لا نرضى إِلا أن تبايعوا لإبراهيم بن
2 / 22