Al-Muhtasar Fi Ahbar Al-Basar
المختصر في أخبار البشر
Mai Buga Littafi
المطبعة الحسينية المصرية
Lambar Fassara
الأولى
Nau'ikan
Tarihi
بن كلدة فقال الحارث: أكلنا طعامًا مسمومًا سُم سنة، فماتا بعد سنة، وعن عائشة ﵂، أنه اغتسل وكان يومًا باردًا، فحم خمسة عشر يومًا لا يخرج إلى الصلاة، وأمر عمر أن يصلي بالناس، وعهد بالخلافة إِلى عمر، ثم توفي في مساء ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان بقين من جمادى الآخر، سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال، وعمره ثلاث وستون سنة، وغسلته زوجته أسماء بنت عميس، وحمل على السرير الذي حمل عليه رسول الله ﷺ، وصلى عليه عمر في مسجد رسول الله ﷺ بين القبر والمنبر، وأوصى أن يدفن إِلى جنب رسول الله ﷺ، فحفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله ﷺ، وكان حسن القامة؛ خفيف العارضين؛ معروق الوجه؛ غائر العينين؛ ناتئ الجبهة؛ أحنى؛ عاري الأشاجع؛ يخضب بالحناء والكتيم.
خلافة عمر بن الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى ﵁
بويع بالخلافة في اليوم الذي مات فيه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وأول خطبة خطبها قال: يا أيها الناس، والله ما فيكم أحدًا أقوى عندي من الضعيف بم حتى آخذ الحق له، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه. ثم أول شيء أمر به أن عزل خالد بن الوليد عن الإِمرة، وولى أبا عبيدة على الجيش والشام، وأرسل بذلك إِليهما، وهو أول من سميَّ بأمير المؤمنين. وكان أبو بكر يخاطب بخليفة رسول الله ﷺ.
ثم سار أبو عبيدة ونازل دمشق، وكانت منزلته من جهة باب الجابية، ونزل خالد من جهة باب توما وباب شرقي، ونزل عمرو بن العاص بناحية أخرى، وحاصروهما قريبًا من سبعين ليلة، وفتح خالد ما يليه بالسيف، فخرج أهل دمشق وبذلوا الصلح لأبي عبيدة من الجانب الآخرة وفتحوا له الباب، فأمنهم ودخل والتقى مع خالد في وسط البلد، وبعث أبو عبيدة بالفتح إِلى عمر، وفي أيامه فتح العراق.
ثم دخلت سنة أربع عشرة، فيها في المحرم أمر عمر ببناء البصرة، فاختطت، وقيل في سنة خمس عشرة، وفيها توفي أبو قحافة أبو أبي بكر الصديق وعمره سبع وتسعون سنة، وكانت وفاته بعد وفاة ابنه أبي بكر.
ثم دخلت سنة خمس عشرة فيها فتحت حمص بعد دمشق؛ بعد حصار طويل، حتى طلب الروم الصلح، فصالحهم أبو عبيدة على ما صالح أهل دمشق، ثم سار إِلى حماة، قال القاضي جمال الدين ابن واصل رحمه الله تعالى في التاريخ الذي نقلنا هذا منه: إِن حماة كانت في زمن داود وسليمان ﵉ مدينة عظيمة، قال: وقد وجدت ذكرها في أخبار داود وسليمان في كتاب أسفار الملوك الذي بأيدي اليهود، وكذلك كانت في زمن اليونان، إِلا أنها في زمن الفتوح وقبله كانت صغيرة هي وشيرز، وكانا من عمل حمص، وكانت حِمص كرسي مملكة هذه البلاد، وقد ذكرهما امرؤ القيس في قصيدته التي أولها:
سما لك شوق بعدما كان اقصرا
ويقول من جملتها:
1 / 159