Al-Muhtasar Fi Ahbar Al-Basar

Abu l-Fidaʾ d. 732 AH
134

Al-Muhtasar Fi Ahbar Al-Basar

المختصر في أخبار البشر

Mai Buga Littafi

المطبعة الحسينية المصرية

Lambar Fassara

الأولى

Nau'ikan

Tarihi
الحارث بن عمير رسولًا إِلى ملك بصرى بكتاب، كما بعث إِلى سائر الملوك، فلما نزل مؤتة عرض له عمرو بن شرحبيل الغساني فقتله، ولم يقتل لرسول الله ﷺ غيره. نقض الصلح وفتح مكة كان السبب في نقض الصلح، أنّ بني بكر كانوا في عقد قريش. وعهدهم، وخزاعة في عقد رسول الله ﷺ وعهده، وفي هذه السنة. أعني سنة ثمان، لقيت بنو بكر خزاعة فقتلوا منهم، وأعانهم على ذلك جماعة من قريش فانتقض بذلك عهد قريش، وندمت قريش على نقض العهد، فقدم أبو سفيان بن حرب إِلى المدينة لتجديد العهد، ودخل على ابنته أمّ حبيبة زوج النبي ﷺ، وأراد أن يجلس على رسول الله ﷺ فطوته عنه، فقال: يا بنية أرغبت به عني. فقالت: هو فراش رسول الله، وأنت مشرك نجس، فقال: لقد أصابك بعدي شر، ثم أتى للنبي ﷺ فكلمه، فلم يرد شيئًا وأتى كبار الصحابة مثل أبي بكر الصديق، وعلي ﵁، فتحدث معهما فأجاباه إلى ذلك، فعاد إِلى مكة وأخبر قريشًا بما جرى، وتجهز رسول الله ﷺ وقصد أن يبغت قريشًا بمكة من قبل أن يعلموا به، فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إِلى قريش مع سارة مولاة بني هاشم يعلمهم بقصد النبي ﷺ إليهم، فأطلع الله رسوله ﷺ ذلك. وأرسل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فأدركا سارة، وأخذا منها الكتاب، وأحضرا النبي ﷺ حاطبًا وقال: ما حملك على هذا؟ فقال: والله إني مؤمن ما بدلت ولا غيرت، ولكن لي بين أظهرهم أهل وولد، وليس لي عشيرة فصانعتهم. فقال عمر بن الخطاب دعني أضرب عنقه فإِنه منافق، فقال النبي ﷺ: لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ثم خرج رسول الله ﷺ من المدينة لعشر مضين من رمضان، سنة ثمان، ومعه المهاجرون والأنصار وطوائف من العرب، فكان جيشه عشرة آلاف حتى قارب مكة فركب العباس بغلة رسول الله ﷺ وقال: لعلي أجد حطابًا أو رجلًا يعلم قريشًا بخبر رسول الله ﷺ، فيأتونه ويستأمنونه، وإلا هلكوا عن آخرهم. قال: فلما خرجت سمعت صوت أبي سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء الخزاعي: قد خرجوا يتجسسون، فقال العباس: أبا حنظلة، يعني أبا سفيان، فقال أبا الفضل قلت نعم، قال لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك، فقلت: قد أتاكم رسول الله ﷺ في عشرة آلاف من المسلمين. فقال أبو سفيان: ما تأمرني به؟ قلت تركب لأستأمن لك رسول الله وإِلا يضرب عنقك، فردفني وجئت به إِلى رسول الله ﷺ وجاءت طريقي على عمر بن الخطاب ﵁ فقال عمرو: أبا سفيان الحمد للهّ الذي أمكنني منك بغير عقد ولا عهد، ثم اشتد نحو رسول الله صلى الله

1 / 143