293

Taƙaitaccen Abubuwan Al'ajabi na Duniya

مختصر عجائب الدنيا

ثم تعذر عليه المقال ، فأرسل للأديب النحلي بذلك البيت لتكملته ، فكتب تحته من وقته من غير علم بالسبب يقول :

دقت محاسنها ودق أديمها

فتكاد تبصر باطنا من ظاهر

قال : فلما وقف عليهم المعتمد اهتز طربا ورسم بمال جزيل حمل إليه.

** ومما وقع للملك الناصر مع وزيره :

وذلك أن أبا عامر أحمد بن عبد الملك أهدى له مملوكا لم يكن له شبيه في زمانه ، فرآه الملك الناصر ، فقال لوزيره : أنا لك هذا؟

قال : هو من عند الله.

فقال الملك الناصر : أتتحفونا بالنجوم وتستأثروا / دوننا بالأقمار؟! إن هذا لعجيب.

فاعتذر الوزير ، وأرسل هدية عظيمة ، وأرسل المملوك معها وقال : كن داخلا في الهدية ، ولو لا الضرورة ما سمحت بك نفسي. وكتب معه يقول هذين البيتين :

أمولاي هذا البدر سار لأفقكم

وللأفق أولى بالبدور من الأرض

قال : فأعجبه ما فعل الوزير ، وتمكنت عنده منزلته.

ثم أهديت للوزير جارية أحسن أهل زمانها ، فخاف أن يصل خبرها للسلطان ، فتكون قصتها كقصة المملوك. فأرسل هدية أعظم من الأولى ، وكتب معها هذه الأبيات :

أمولاي هذا من الشمس والبدر أولا

تقدم كيما يلتقي القمران

قال : فعظمت مكانة الوزير عند السلطان وقالوا : إن عشق المملوك غالب عليه ولا يزال يهيج بذكره سيما في مقام أنسه ويقرع سنه على عدم الوصول إليه والتمتع به.

فقال السلطان للمتكلم : احذر أن تعرف أحدا ما عرفتني يروح رأسك.

ثم أن السلطان هم في حيلة يرى بها صحة المقال من كذبه.

فكتب على لسان ذلك المملوك للوزير : اعلم يا مولاي أني كنت عندك في نعمة

Shafi 302