271

Taƙaitaccen Abubuwan Al'ajabi na Duniya

مختصر عجائب الدنيا

** ومما حكي أيضا عن الحجاج :

قال : قدم عليه ابن عم له من بوادي العرب [من] (1) ثقيف ، فرآه يولي الناس ولايات حكم ، فقال للحجاج : وليني حكما مثل ما تولي هؤلاء للحضر.

فقال : إن هؤلاء يكتبون ويحسبون ، وأنت لا تكتب ولا تحسب (2).

فقال : والله إني لأحسب منهم.

فقال له الحجاج : أقسم أربعة دراهم بين ثلاثة أنفس بلا شيء ولا زال يكرر هذه القسمة إلى أن قال : أنا أعطي أيها الأمير الرابع من عندي.

فضحك الحجاج منه ، ثم قال الحجاج : إن أهل أصفهان انكسر عندهم خراج ثلاث سنوات كلما أرسلنا لهم وال عجزوه فلا رميناهم بهذا البدوي.

فكتب له عهدا وأمر له بما يحتاج إليه وأرسله إلى أصفهان ، فلما / وصلها خرج أهل البلد لملتقاه ، فرجعوا به ، وقالوا : هذا رجل بدوي ما يعرف ما نعمل معه فنستريح.

فلما استقر بدار الإمارة بأصفهان ، فلما جمع أهل البلد قال : ما بالكم تغضبون أميركم وتكسرون خراجكم؟

فقالوا : جور من كان قبلكم وظلمه من العمال.

فقال : فما الذي فيه صلاحكم؟

قالوا : تمهلنا بالخراج ثمانية أشهر ونجمعه لك.

فقال : القديم والجديد؟

قالوا : نعم.

وفي ظنهم خلاف ذلك ، وأنهم يفعلوا معه كما فعلوا بمن كان قبله لأن طمعهم في هذا أكثر ممن (3) تقدم.

فقال : أمهلكم عشرة أشهر زيادة عنها إن أردتم. فشكروا له وخرجوا من عنده ، فلما قرب الأجل رآهم غير ملتفتين لجمع المال ولا لهم همة لذلك ، فلما طال الأمر ومضت العشرة أشهر طالبهم بالمال.

فقالوا : أيها الأمير ، إن زرعنا وأرضنا لم يحصل منها نفع كما تقدم لها من سنين.

Shafi 280