جاء عنهم (عليهم السلام) من أسرارهم التي أمروا أهل ولايتهم باحتمالها وأن لا ينكروها لعدم احتمال عقولهم لها.
وقد روى الثقات عن النبي وآله «صلوات الله عليهم» بطرق كثيرة وعبارات مختلفة اللفظ متفقة المعنى ومتغايرة في أنفسها وهو:
NoteV00P023N15 حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان (1).
فغير الملك المقرب وغير النبي المرسل وغير العبد الممتحن لا يحتمله أي لا يصدق به قلبه ويؤمن به كما احتمله وصدقه وآمن به المذكورون أولا; ولهذا كان من أركان الإيمان الرضا والتسليم، وهل يكلف الإنسان بالتسليم لأهله وترك الاعتراض إلا لشيء قد حصل منه نفرة القلوب؟!
وقد حكى الله - سبحانه وتعالى - ما جرى بين موسى والخضر (عليهما السلام) من كون موسى لم يقدر على احتمال ما أراه الخضر، هذا مع علمه بأن الله - سبحانه - أمره أن يتبعه ويتعلم منه ومع وعده إياه أنه لا يعصي له أمرا بعد أن شرط عليه القبول والتسليم، فلما رأى ما لا يقبله عقله ولا يتمكن من إحتماله أنكره عليه (2)، وهو نبي جليل المقدار، معصوم، أحد اولي العزم، فما ظنك فيمن دونه؟!.
فعلى هذا التقرير لا يجوز تأويل الحديث الذي تنكره العقول وتبادر إلى رده لجواز كونه من أسرارهم التي لا تحتمل، بل لا يجب على المكلف اعتقادها والتدين بها إلا أن تكون قد جاء بها القرآن العزيز أو السنة المتفق عليها عن آل محمد (عليهم السلام) ويجب ردها إلى آل محمد (عليهم السلام) وسؤالهم عنها والتسليم إليهم.
Shafi 23