============================================================
لا ليس مختصر الطحارى وهو منظور فيه؛ فإن له درجة عالية ورتبة شامخة قد خالف بها صاحب المذهب في كثير من الأصول والفروع.
ال ومن طالع لاشرح معاني الأثار" وغيره من مصنفاته يجده يختار خلاف ما اختاره صاحب المذهب كثيرا إذا كان ما يدل عليه قويا؛ فالحق أنه من المجتهدين المنتسبين الذين ينتسبون إلى إمام معين من المجتهدين لكن لا يقلدونه لا في الفروع ولا في الأصول؛ لكونهم متصفين بآلات الاجتهاد، وإنما انتسبوا إليه؛ لسلوكهم طريقه في الاجتهاد، وإن انحط عن ذلك فهو من المجتهدين في المذهب القادرين على استخراج الأحكام من القواعد التي قررها الإمام، ولا تنحط مرتبته عن هذه المرتبة أبذا على رغم أنف من جعله منحطا.
وما أحسن كلام المولى عبد العزيز المحدث السدهلوي في "ابستان المحدثين" حيث قال ما معربه (ص119): إن "مختصر الطحاوي" يدل على أنه كان مجتهذا ولم يكن مقلذا للمذهب الحنفي تقليدا محضا؛ فإنه اختار فيه أشياء تخالف مذهب أبي حنيفة لما لاح له من الأدلة القوية، انتهى.
وبالجملة فهو في طبقة أبي يوسف ومحمد لا ينحط عن مرتبتهما على القول المسدد.
مناصبه: لقد توفرت في الطحاوى العديد من الصفات والمؤهلات العلمية والخلقية التي نال بها أرفع المناصب في الدولة وتجعله محلا للئقة؛ فاختاره القاضي محمد ابن عبدة بن حرب ليكون كاتبه، وتوثقت صلته به حتى جعله نائبا عنه، وقيد استمر فيه زمنا ، حتى تولى منصب الشهادة أمام القاضي، وهو من المناصب الرفيعة التي لا يتولاها إلا من عرف بالعدالة والنزاهة، ولم يمنعه ذلك من قولة الحق والصدع به لا يجامل في ذلك أحدا، وظهر هذا في تظلمه لأحمد بن طولون
Shafi 16