============================================================
. ميخنصر الطحاوى ر كما أن العصر الذي عاشه الطحاوي يعد في تاريخ الأمة من أزهى عصورها العلمية في شتى مناحي العلم والمعرفة؛ فقد اجتمع في حياته فقهاء وحفاظ وأدباء وشعراء ولغويون ومجتهدون ملؤا الدنيا علما وأدبا؛ فإن الطحاوي قد شارك مسلما في الرواية عن يونس بن عبد الأعلى، كما شارك أبا داود وابن ماجه والنسائي في الرواية عن هارون بن سعيد الأيلي، وقد عاصر سائر الأئمة الستة وأخذ عن بعضهم، فقد كان عمر الطحاوي حين مات الإمام أحمد اثنتي عشرة سنة، وحين مات النسائي أربعا وسبعين سنة.
* تحوله إلى مذهب أبى حنيفة: إنه مما لا يخفى أن القطر المصري كان المذهب السائد به هو المذهب الشافعي آنذاك؛ فإنه يعد الموطن الأصلي للمذهب الجديد للإمام الشافعي؛ فبه وضع مصنفاته الأصولية والفقهية كالرسالة" و"الأم" وغيرهما، كما كان له تلاميذ حملوا علمه وعملوا على نشره، ولعل من آبرز أصحابه خال الطحاوي الإمام المزني، وأمه أخت المزني، لذلك كان لتحوله من مذهب الشافعي إلى مذهب أبي حنيفة في سن مبكرة قد قارب العشرين ملفتا للنظر وحدثا لا يمكن إهماله بل يستوجب الوقوف على أسبابه، ولعل أصح ما ورد في تحوله روايتان: الأولى: ما قاله أبو يعلى الخليلي في كتابه "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" (1/ 431): سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: سمعت أحمد بن محمد الشروطي يقول: قلت للطحاوي: لم خالفت خالك واخترت مذهب أبي حنيفة؟
قال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة؛ فلذلك انتقلت إليه.
الثانية: ما رواه ابن عساكر في لتاريخ دمشق" (ه/ 369) من طريق أبي سليمان ابن زير قال لي أبو جعفر الطحاوي: أول من كتبث عنه الحديث وأخذت بقول
Shafi 12