83

Mukhtarat

مختارات من مقالات أمرسن

Nau'ikan

إنما الانحطاط أن ترفض الطلب بسبب الحواجز والموانع، وليس السمو إلا أن تسمح به، وأن تحرر قلبهم وقلبك يوما من الحذر القومي. إنما الثري متسول دنيء إذا لم يكن له قلب غني. كما أن ملك شيراز لم يستطع أن يسخو كما سخا عثمان الفقير الذي كان يسكن عند بابه. كانت لعثمان إنسانية واسعة عميقة. ومع أن كلامه عن القرآن كانت فيه جرأة، وكان فيه حرية اشمأز لها الدراويش، إلا أن كل منبوذ فقير، وكل شاذ أو أبله أو معتوه قص لحيته أو فقد طرفا من أطرافه تنفيذا لعهد أو كان في رأسه مس من جنون، كل هؤلاء كانوا يهرعون إليه - فذلك القلب العظيم كان يستلقي هناك وسط البلاد مشمسا جوادا - وكأن غريزة كل مكابد تجذبه إلى جواره، ولكنه لم يقتبس شيئا من الجنون الذي كان يأويه. أليس هذا غنى؟ إنما هذا وحده هو الثراء الحق.

ولا يؤلمني أن أسمع أني لا أحسن القيام بدور جليس الأمير، وأني أتكلم عن أمور لا أحسن فهمها. ومن اليسير أن ترى أن ما نطلق عليه الامتياز، من مجتمع وذوق عصري، له قوانينه الطيبة كما أن له قوانينه السيئة، وفيه كثير مما يلزم وكثير مما لا يلزم، فهو أحسن من أن نبعده، وأسوأ من أن نباركه. وهو يذكرنا بتقليد معروف في الأساطير الوثنية كلما حاولنا أن نحدد صفته. قال سبلينس: «استمعت إلى جوف ذات يوم وهو يتحدث عن تحطيم الأرض. قال إنها قد هوت؛ فالناس جميعا سفلة أوغاد يسيرون من سيئ إلى أسوأ كلما توالت الأيام.»

وقالت منيرفا: «إنها لا تظن ذلك؛ فليس الناس سوى مخلوقات صغيرة مضحكة، تتميز بهذه الصفة العجيبة، وهي أن فيها شيئا من الإبهام، وأن لها وجها غير محدود، يتوقف على نظرك إليه من بعيد أو من قريب. إن قلت إنهم خبثاء ظهروا كذلك، وإن قلت إنهم طيبون بدوا كذلك. وليس بينهم شخص واحد أو عمل واحد لا يحير بومها - بل ويحير أولمبس كله أكثر مما يحيره - فلا يعرف إن كان طيبا أو خبيثا في أساسه.»

السياسة

لا يصلح الذهب والحديد

إلا لشراء الذهب والحديد.

وإنما يباع بما يساويه

كل ما فوق الأرض من صوف الغنم أو من طعام.

إن مرلن المتنبئ الحكيم

برهن على أن نابليون عظيم.

Shafi da ba'a sani ba