Zabin Labarai Na Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Nau'ikan
أجاب سيئتشي بلهجة المنتصر. - «لماذا؟» - «لأني لو قلت لها أحبك ورفضتني؛ فلن تقبل أن تلقاني ثانية. إذا كان الأمر كذلك؛ فالأفضل عدم قول ذلك، وتستمر علاقتي معها كما هي.»
عندما انتهى الرسام من سماع ذلك، أدار جسده ونظر إلى سيئتشي، ثم ابتسم. كان سيئتشي على وشك الخروج من باب المرسم بظهره. ابتسامة الرسام أصابت سيئتشي مباشرة، فجعلته يبدو متلألئا.
كان وجهه هو وجه من اكتشف أحد أسراره، وبان على ملامحه تعبير «اللعنة لقد كشفت». وجه مشرق يدل على الصحة والحيوية، واليوم يلتصق به مسحوق الفحم تحت العينين. اختفى سيئتشي على الفور مثل حيوان صغير، وكان يسمع صوت دراجته التي تجعل الجرس ذا الرنين حسن الصدى يتردد، ويجر العربة الفارغة بشكل مزعج في الشوارع الضيقة.
مرة أخرى ذهب الرسام للوقوف أمام لوحته التي انتهى الرسم فيها تقريبا. وقد قرر الرسام أن يجعل عنوان اللوحة هو «عمر التاسعة عشر».
إلهة الجمال
الدكتور «ر» ألماني، من مدينة دوسلدورف الواقعة على حوض نهر الراين. وهو يقيم في إيطاليا منذ وقت طويل، وله عدد وفير من المؤلفات التي جعلته لا يخون شهرته كأحد أعلام فن النحت القديم.
الدكتور ذو الثالثة والثمانين من العمر، يرقد الآن على فراش الموت. ولكن شخصا واحدا فقط هو الذي يسمح له بالاقتراب من فراش المرض، إنه طبيبه الدكتور «ن»، ذلك الشاب المخلص المحب للفنون.
مسكن الدكتور «ر» يقع في شارع لودوفيشي في مدينة روما، في حي هادئ قريب من حديقة بورجزيه التي يتبقى بها جزء من أسوار مدينة روما القديمة، شقة الدكتور في الطابق الرابع وتتكون من ثلاث غرف.
من الأنسب القول عن جو روما في شهر مايو: إنه جو حار، من أن نقول عنه جو دافئ، تنتشر الإضاءة الساطعة الحادة لتعم الأرجاء، ويختار المارة للسير الأماكن التي تظلها الأشجار الوارفة التي على جابني الطريق. وقد خرج بائعو عصير اليوسفي بسياراتهم إلى الطرقات، والسماء لا تظهر ظلا للسحب لنهاية اليوم. تطير فوق الأطلال أعداد غفيرة من العصافير، وترش النافورات القديمة الماء النقي على أجساد تماثيل الزينة. تقع بالقرب من مسكن الدكتور نافورة تريتوني التي يقال إنها أصل نافورات روما كلها، كذلك يوجد قول مأثور عن نافورة تريفي الشهيرة يقول إن من يلقي فيها بعملة معدنية في الليلة التي تسبق مغادرته العاصمة روما، سيعود حتما في حياته لزيارة المدينة مرة أخرى.
لم يسبق قط للدكتور أن ألقى عملة معدنية في تلك النافورة؛ لأنه لم يكن يرى لذلك ضرورة؛ فهو قد اختار قدره بنفسه ألا يغادر روما طول حياته.
Shafi da ba'a sani ba