Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Nau'ikan
أحسست في هذه اللافتة بالأرياف القريبة من خط سكك حديد طوكاي. أرياف تمر عربات القطار الكهربائي من وسط حقول الشعير والكرنب ...
ركبت القطار التالي في وقت يقترب من الغروب. دائما أستخدم الدرجة الثانية، ولكن قررت لسبب معين أن أركب هذه المرة في الدرجة الثالثة.
كان القطار من الداخل مزدحما للغاية. علاوة على ذلك كان يحيط بي تلميذات مدرسة ابتدائية يبدو أنهن كن في رحلة مدرسية إلى شاطئ أويسو. تأملت أولئك الفتيات وأنا أشعل سيجارتي. كن جميعا في نشاط ومتعة. ليس هذا فقط، بل يواصلن التحدث بلا انقطاع تقريبا. «أيها المصور، ماذا تعني كلمة
Love scene ؟»
أجابها «المصور» الذي كان يقف أمامي برد مبهم، ويبدو كما أتوقع أنه جاء مصاحبا لتلك الرحلة المدرسية، ولكن التلميذة التي في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمرها، استمرت توجه له أسئلة متنوعة. أحسست فجأة أن تلك الفتاة مصابة بمرض الدبيلة القيحية في أنفها، فلم أستطع منع نفسي من الابتسام. ثم بعد ذلك جلست إحدى التلميذات الأخريات اللائي بجواري في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها، فوق ركبة معلمة شابة، ومسحت بيدها على خدها وهي تحضن بذراع يدها الأخرى عنقها. بل وكانت توجه حديثها إلى تلك المعلمة أحيانا أثناء حديثها مع شخص آخر. «أنت جميلة يا معلمتي. إن عينيك جميلتان.»
أعطتني الفتيات إحساسا أنهن نساء ناضجات ولسن تلميذات صغيرات. إن استثنيت أكلهن التفاح بقشره ونزعهن غلاف الكراميل ... ولكن إحدى التلميذات الأكبر سنا يبدو أنها داست على قدم أحد ما وهي تمر بجانبي فقالت «أعتذر لك.» كانت هي فقط بينهن التي بدت لي على العكس من كبر سنها تلميذة صغيرة. ولم يكن ذلك يمنعني من الابتسام ابتسامة مصطنعة تجاه شعوري أنا نفسي بالتناقض وأنا أضع السيجارة في فمي.
أخيرا وصل القطار الذي أضيئت أنواره في غفلة من الزمن، إلى إحدى محطات الضواحي في طوكيو. هبطت إلى الرصيف وسط الرياح الباردة، وبعد أن عبرت الجسر، قررت انتظار قطار الضواحي. وعندها قابلت صدفة صديقي «ت» الذي يعمل في إحدى الشركات، فتحدثنا عن الكساد الاقتصادي أثناء انتظارنا مجيء القطار. كان «ت» بالتأكيد أعلم مني بتلك القضية. كان يزين إصبعه المتين خاتم بحجر فيروز لا يتناسب مع حالة الكساد الاقتصادي مطلقا. «إنه خاتم رائع!» «هذا؟ لقد أجبرني صديق ذهب في رحلة عمل إلى مدينة هاربن الصينية على شرائه. إنه حاليا في ضائقة. فلم يعد يستطيع عمل تبادل تجاري مع نقابة الشركات هناك.»
من حسن الحظ أن قطار الضواحي الذي ركبناه لم يكن مزدحما بدرجة ازدحام قطار البخار السابق. جلسنا متجاورين، وتحدثنا في أمور عديدة. كان «ت» قد عاد إلى طوكيو لتوه في هذا الربيع من عمله في إحدى الشركات بمدينة باريس. ولهذا السبب كان يغلب على حديثنا الكلام حول باريس. مثل الحديث عن مدام كايو، والحديث عن وجبات سرطان البحر، والحديث عن أحد أمراء العائلة الإمبراطورية اليابانية أثناء رحلته الخارجية في باريس ... «إن فرنسا على غير المتوقع لا تقابل مشاكل، ولكن فقط لأن الفرنسيين في الأصل مواطنون يدفعون الضرائب؛ فلذا تتساقط الوزارات الحكومية دائما ...» «أجل، وكذلك لأن سعر الفرنك ينهار انهيارا حادا.» «هذا عند قراءة الجرائد فقط، ولكن جرب أن تعيش هناك. فاليابان الموجودة في الجرائد هناك عبارة عن زلازل وفيضانات مستمرة بلا توقف.»
ثم عند ذلك جاء رجل يرتدي معطف مطر وجلس في المقعد المقابل لنا. فأحسست بإحساس مقزز وشعرت بالرغبة في التحدث إلى «ت» عن حكاية الأشباح والأرواح التي سمعتها قبل قليل، ولكن قبل ذلك أدار «ت» مقبض العصا ناحية اليسار، وقال لي بصوت خفيض: «ثمة امرأة هناك، أليس كذلك؟ التي تضع شالا بلون فيراني ...» «هل تقصد تلك المرأة التي قصت شعرها على الطريقة الغربية؟» «أجل، المرأة التي تحمل صرة من القماش. لقد كانت في كارويزاوا في هذا الصيف. ترتدي ملابس غربية أنيقة.»
ولكن لا شك أن تلك المرأة كانت بمظهر بائس لكل ذي عينين. كنت أتحدث إلى صديقي «ت» وأنا أتأملها في خفية. كان وجهها يعطي إحساسا بأنها مجنونة، خاصة في مكان ما بين حاجبيها. بل كذلك كان يبرز من داخل الصرة التي تحملها إسفنج يشبه شكل الفهد. «عندما كنت في كارويزاوا كنت أرقص مع الشباب الأمريكان. الرقصة التي تسمى رقصة حديثة».
Shafi da ba'a sani ba