Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Nau'ikan
لم يستطيع الملازم «أ» إلا أن يضحك في داخل قلبه. «حملته وجاءت به وهي تضعه في ماذا؟» «حملته وجاءت به وهي تضعه في وعاء الحلوى.» «أين يقع بيتك؟» «في حي هيراساكاشيتا.» «هل والداك بصحة جيدة؟» «كلا، أنا أسكن مع زوجتي، نحن الاثنان فقط.» «أليس لكما أطفال؟» «بلى.»
وأثناء هذا الاستجواب لم تتغير حالة القلق التي عليها «س». جعله الملازم «أ» يستمر في الوقوف ثم نقل بصره إلى مدينة يوكوسكا، تراكمت أسطح مباني مدينة يوكوسكا المزدحمة حتى وصلت إلى داخل الجبال، ومع أن أشعة الشمس كانت تنصب عليها إلا أنها كانت في منظر بائس وضيع. «لن أسمح لك بالنزول إلى الميناء.» «فهمت.»
رأى «س» صمت الملازم «أ»، على ما يبدو أنه محتار فيما يفعل، ولكن كان الملازم «أ» يعد داخل قلبه الأمر التالي الذي سينطق به، ولكنه لم ينطق بشيء بل أخذ يمشي فوق ظهر السفينة، «إنه هذا الجندي يخاف من إنزال العقوبة عليه.» هذا الشعور ومثل جميع الرؤساء يستحيل ألا يجعل الملازم «أ» لا يشعر بالمتعة. «يكفي هذا! اذهب بعيدا.»
قال له الملازم «أ» ذلك، وبعد أن رفع «س» يده بالتحية العسكرية، استدار للخلف ومشى محاولا الذهاب إلى مدخل الغرف، وبعد أن ابتعد خمس أو ست خطوات بعيدا وجه الضابط إلى «س» الحديث مجتهدا ألا يبتسم قائلا: «أنت! انتظر!» «أجل.»
التفت «س» للخلف للحظة، ولكن يبدو أن القلق احتاج كل جسده مرة أخرى. «ثمة طلب لي عندك، ثمة محل في حي هيراساكاشيتا يبيع البسكويت، أليس كذلك؟» «بلى!» «اذهب واشتر لي كيسا من ذلك البسكويت.» «هل أذهب الآن؟» «أجل، في الحال.»
لم يدع الملازم «أ» الدموع التي انهمرت على خدي «س» تفلت دون أن يراها.
ثم بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام، كان الملازم «أ» يتصفح خطابا على منضدة غرفة صغار الضباط باسم امرأة، كان الخطاب تتراص فيه حروف قلم مضطرب على ورق خطابات بلون وردي، بعد أن قرأ الخطاب مرة لنهايته، ألقى بالخطاب إلى الملازم «ي» الذي يجلس قبالته بالضبط وهو يشعل النار في سيجارته. «ما هذا؟ ... «إن ما حدث أمس من جريمة زوجي، وقع كله بسببي أنا ذات القلب الطائش، ولذا أرجو منك العفو عنه بأي شكل دون أن تسيء الظن به ... بالإضافة إلى ذلك لن أنسى لك ما حييت جميل صنعك» ...»
برز على وجه الملازم «ي» ملامح الاحتقار تدريجيا وهو ما زال يمسك بالخطاب في يده، ثم بعد ذلك نظر إلى وجه الملازم «أ» نظرة متجهمة وتحدث إليه وكأنه يسخر منه ببرود: «أنت تشعر بتراكم أفعال الخير لديك، أليس كذلك؟» «كلا، لم يحدث ذلك ولو قليلا.»
فوت الملازم الكلام ببساطة وتأمل المنظر في الخارج من خلال النافذة الدائرية، لا يرى من النافذة الدائرية تلك إلا فقط البحر الذي تهطل عليه أمطار مستمرة منذ وقت طويل، ولكن بعد فترة، وجه حديثه إلى الملازم «ي» وكأنه شعر بالخجل من شيء ما فجأة: «شعور مريب بالوحدة، مع أنني عندما لطمته تلك اللطمة لم أشعر بالشفقة عليه مطلقا ...»
أظهر الملازم «ي» تعبيرا على وجهه لا يمكن معرفة أهو تعبير عن الشك أم الحيرة. ثم بدأ بعد ذلك في قراءة الجريدة التي كانت موضوعة فوق المنضدة دون أن يقول شيئا، وفي ذلك الوقت تصادف أنه لم يكن ثمة أحد غيرهما في غرفة صغار الضباط، ولكن كان الكوب الموضوع فوق المنضدة قد غرس فيه بضعة أعواد من نبات الكرفس، ظل الملازم «أ» ينفث فقط دخان السجائر وهو يتأمل أوراق ذلك الكرفس، وهو يشعر في نفس الوقت بالألفة تجاه الملازم «ي» الفظ هذا، ألفة تدعو للتعجب! (2) ثلاثة أشخاص
Shafi da ba'a sani ba