وكان ببغداد. وغنى ما وجدت له في كتابه ما غناه مفردًا وشارك فيه ثلاثة وتسعين صوتًا وكان مرتجلًا وهو دون الغناء.
فكان الذي جمع ديوانه ثمانية وثلاثين مغني ومغنية من الطبقة الأولى والثانية غناهم ثمان مائة وخمسة وعشرين صوتًا لم ينسبها إلى أجناسهم لأنهم لم يكونوا يعرفون هذه الأجناس التي لقيها إبراهيم الموصلي على أنه قد ترك من القدماء من لم يذكره.
أول صوت ليونس في كتابه:
يا دار ماويّ بذي الحبائل ... فالشط من دمدن فالقائل
صم سداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل
قد قررت العينان من وائل ... أمس ومن زيد ومن كامل
حلت لي الخمر وكنت امرأً ... عن شربها شغل شاغل
لامرئ القيس بن حجر خفيف ثقيل الأول ويونس صاحب الأصوات الزيانب في زينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي والأشعار فيها لابن دهميه المزني وهي:
تصابيت أم هاجت لك الشوق زينب ... وكيف تصابي المرء والرأس أشيب
ثقيل الثاني وله:
زينب ردي وصالي ... وأسمعي مني مقالي
وله:
إنما زينب هي ... بأبي تلك وأمي
فلما قال بأبي تلك وأمي غضبت فاحتجبت عن بن دهيمه وعن يونس. وله:
قولا لزينب لو رأيت ... تشوقي لك وإشتياقي
خفيف الرمل وله:
وجد الفؤاد بزينب ... وجدًا شديدًا مُتعبًا
يازينب الحسناء يا زينب ... يا أكرم الناس إذا نسيتُ
ثقيل الأول
إنما زينب المنى ... وهي الهم والهوى
قل للذي يلحا على زينب المنى تعلقه مما ضمنت عشير وفيها يقول اللاحقي:
يوم تبدي لنا قتيلة عن جي ... د أثيلٍ تزينه الأطواق
وشنيب كالأقحوان جلاه الطل فيه عذوبة واتّساق
لأعشى قيس ثقيل الاول
الأبجر
غلام ابن سريج واسمه عبيد بن القسر أبو ظبية ولقبه الحسحاس مكي مرصع مولى لبني ليث وكان يتيمًا لعطاء بن أبي رياح ولم يكن بمكة أحد أطر ولا أحسن هيئة من الأبجر. كانت حلته بماية دينار وفرسه بماية دينار. وكان أحسن الناس خلقًا وكان يقف بين المازمين ويرفع صوته ويغني. فيقف الناس حتى يدق بعضهم بعضًا.
وخرج ليلة سبع من ذي الحجة فجلس على قريب من النعيم ومرّ به عسكر الوليد بن يزيد وفيه قباب وخيل تجنب وفيها فرس مجنب فاندفع فغنّى:
عرفت ديار الحي خالية قفرا ... كان بها لما توهّمتها سطرا
الطويل خفيف الرمل فصاح به صائح ويحلك أعد الصوت. قال: لا والله إلا بالفرس المجنب وأربع مائة دينار.
فاستوصف منزله وبعث إليه من غد بذلك مع تخت بثياب وشي وغيره ثم صار إليه.
ومات بمصر. وجدت له خمسة وثلاثين صوتًا. وفي كتاب يونس ما غنّاه مفردًا وشارك فيه أحد عشر صوتًا. منها:
سألني الناس أين يغمد بهذا ... قلت يأتي في الدار قرمًا سريّا
ما قطعت البلاد أسمو ولا أمم ... ت إلا إليك يا زكريا
لموسى بن إبراهيم بن طلحة خفيف ثقيل الأول
مدار
مخنث مكي. مولى لبني مخزوم. وجدت له في كتاب إبراهيم خمسة عشر صوتًا وفي كتاب يونس ما غناه مفردًا وشارك فيه عشرة أصوات منها:
راتني خضيب الرأس شمرت ميزري ... وقد عهدتني أسود الرأس مسبلا
أماطت كساء الخز عن حر وجهها ... وأدنت على الخدين بردًا مهلهلًا
حطوطًا إلى اللذات أجررت ميزري كإجرارك الحبل الجواد المجللا
للعرجي العثماني ثقيل الثاني
ابن صاحب الوضوء
واسمه محمد أبو عبد الله مدني مولى أبي بكر وكان أضرب الناس من أهل زمانه.
وجدت له في كتاب إبراهيم وكتاب يونس صوتين أحدهما:
خطاطيف حُجنٌ في حبال متينة ... تمدّ بها أيدٍ إليك نوازع
فإن كنت لا ذا الضغن عني مكذبًا ... فلا حلفي يومًا على البر نافع
للنابغة الذبياني خفيف ثقيل الثاني
سنان الكاتب
مدني. وجدت له في كتاب يونس ما غناه مفردًا وشارك فيه ثمانية عشر صوتًا. وكان قدم المدينة تاجر يبيع الخمر فباعها خلا السود منها. وكان صديقًا للدارمي الشاعر.
وكان الدارمي قد تاب من الشعر والغناء. فقال له: فإني سأحتال لك. فقال شعرًا وسأل سنان أن يغنّي فيه ففعل وهو:
1 / 9