يا عمرو شيخك وهو ذو شرفٍ ... يحمي الذمار ويكرم الصّهرا
أقسمت ما أجبت حبكّم ... لا ثيّبًا خلقت ولا بكرا
لأبي دهبل خفيف ثقيل الأول
شبيب
مخنث. له الخفيف:
يا جواري الحي عدننيه ... حجبوا عني معلليه
قربوا عودا ًوباطية ... فبذا أدركت حاجتيه
لعفان ثقيل الثاني
صعتر
مخنث. له الكامل:
رفع الصدود يمينه ... فوجى بها أنف الوصال
صرخ الوصال وقال مه ... يا صاح جينا للقتال
صالح بن زهير الخزاعي: مخنث مدني. دخل على رجل قد كتب في بيته آدم ألف حواء. فقال له: لم كتبت هذا. قال: حتى لا يدخل علينا إبليس. قال: يا أحمق دخل على آدم وحوا الجنة فأخرجهما منها، لا يدخل على كتاب بفحمة. وصعد جبلًا فأعيي وسقط كالمغشي عليه تعبًا. فقال يا جبل ما أصنع بك يكفيك يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش. وجدت له في كتاب اسحق هذا الصوت:
يا خليلي آبني سهدي ... لم تنم عيني ولم تكد
فشرابي لا أسيغ ولا ... أشتكي ما بي إلى أحد
للفارعة أخت حسان رمل وفيه أخر
النسَاءُ القُدَمَاء
سيرين
جارية حسان بن ثابت وهي أخت مارية ضاربة وهي أم عبد الرحمن بن حسان. روى عبيد الله بن سعد عن يونس عن أبي إدريس عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: مرّ رسول الله ﷺ بحسان بن ثابت وقد رشّ فناء فاطمة ومعه أصحابه سماطان وجارية له يقال لها سيرين معها مزهرها تختلف به بين السماطين بين القوم وتغنيهم.
فلما مرّ النبي ﵇ لم يأمرهم ولم ينهاهم فانتهى إليهم وهي تقول في غنائها المقتضب:
هل علي ويحكما ... أن لهوتُ من حَرَج
فتبسّم النبي ﵇ وقال: لا حرج إن شاء الله.
قيان جبلة بن الأيهم الغسّاني
وكن عشر قينات خمس منهن يغنين بالعيدان بالرومية وخمس يغنين بغناء أهل الحيرة أهداهن إليه إياس بن قبيصة الطائي. لهن أغاني منها:
لله درّ عصابة نادمتهم ... يومًا بجلّق في الزمان الأول
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
لحسان بن ثابت ثقيل الأول
عزة الميلا
وكانت مولاة، مدنيّة للأنصار وكانت تميل في مشيتها.
فسميت الميلا وكانت من أحسن الناس وجهًا وغناء وضربًا بعود ومعزفة وكانت مطبوعة على صنعة الغناء مؤلفة له لما قدم نشيط، وتعلّم منه سايب خاثر وغنيا لقينة عزة نغمها. فألّفت ألحانًا عجيبة. فهي أول من فتن أهل المدينة بالغناء.
وكان طويس بها معجبًا. وكانت عفيفة مع ذلك. وكان عبد الله بن جعفر وابن أبي عتيق يأتيان منزلها وتغنيهما.
وكان ابن سريج يزورها من مكة. فتعلّم منها وطويس لا يفارقها وكذلك ابن محرز وهو الخفيف:
انظر نهارًا باب جلق هل ... تونس دون البلقا من أحد
لا أخدش الخدش بالنديم ولا ... يخشى نديمي إذا انتشيت يدي
أبصرت سلمى ودونها جبل الثلج عليه السحاب كالقدد لحسان بن ثابت رمل وفيه لحن لأبن محرز
جميلة
أم عمرو مدنية مولاه لبنى سليم زوجها مولى لبنى الحرث وكانت من أجمل النساء وأكثرهم أدبًا.
فأما الغناء فناهيك أنها أتت معبدًا ومالكًا وابن عائشة وحبابه وسلامه وخليده وربيحة الشماسيّة جارية قليج بن شماس مولى العباس بن عبد المطلب وعقيلة العقيقية.
فأجمع أهل العلم بالغناء أنها كانت أعلم الخلق بالغناء لا يدّعي أحد من المكيين والمدنيين مقاربتها فيه.
وكانت ضاربة. قالت جميلة اشتهيت الغناء لأن سائب خاثر كان جارًا لنا فكنت أسمعه فغنيت فجاء غنائي أحسن من غنائه.
وقال يونس: ما غنت جميلة أحدًا قط إلا في منزلها.
وفيها يقول عبد الرحمن بن أرطأة المحاربي وغناه ملك.
فإن الجلال وحسن الغنا ... ء وسط بيوت بني الخزرج
تكلم جميلة زين النسا ... إذا هي تزدان للمخرج
وكان لعبد الله بن جعفر رأي في الغناء فمرَّ بباب قوم عندهم جارية تغني:
قل للكرام ببابنا يلجوا ... ما في التصابي على الفتى حرج
فدخل عليهم فرحبوا به وقاموا إليه وقالوا له جُعلن فداك كيف دخلت بغير إذن. فقال قد أذنتم لي: غنت الجارية قل للكرام ببابنا يلجوا.
سلامة
1 / 7