Muhtar Al-Akhbar
مختار الأخبار
Nau'ikan
إلى المظالم والمصادرات ، واغتصاب الأموال ، واحتجانها بالعسف والعنف ، وارتفعت الألسن بالدعاء عليه . ثم أنه لما جلس في هذه الدفعة ، استمال إليه جماعة من الأمراء ، وأطلق بقلمه أشياء كثيرة ، واستبد برأيه في القبض على بعض الأمراء وهم : الأمير سيف الدين قفجاق ، والأمير بدر الدين عبد الله السلحدار ، والأمير سيف الدين بوري ، فلم توافق أفعاله رأى بقية الأمراء . وحضر من بطانته اثنان خصيصان به إلى الأمير زين الدين كتبغا بالموكب وهما : قنغر وجاروشي ولده ، وعرفاه أن الأمير علم الدين اتفق هو وألزامه على قبضه وقبض جماعة من الأمراء عند الخوان . وللوقت خرج الأمير زين الدين من سوق الخيل إلى برأ تحت القلعة قريبا من التعرة ، وانضمت إليه جماعة كبيرة من الأمراء وغيرهم . وركب الأمير علم الدين من القلعة ومعه طائفة أخرى ، وتناوشوا القتال تحت القلعة ، ولم يعدم منهم أحد . ولم تزل جماعة الشجاعي تتفلل ، وجماعة الأمير زين الدين كتبغا يكثرون ، وأقاموا على ذلك أسبوعا ، ولم يجرح ولا نفر واحد . ولما رأى الشجاعى أنه مغلوب الحيلة ، دخل إلى باب الستارة ، ورمي سيفه ، ونزع درعه ، وقال : إن كنت أنا المطلوب ، فها أنا أتوجه إلى السجن ! . فأخذه الأقوش السلحدار المنصوري ، وصمغار ، وبعض المماليك الذين كانوا معه في القلعة ، ومضيا به إلى السجن ، وقتلاه في الطريق داخل باب الحديد ، واجتزت رأسه ، وأرسلت إلى كتبغا ، وطيف بها القاهرة ومصر على رمح ، كما طيف برأس بيدرا . وجرى في أثناء ذلك حديث بين السلطان وكتبغا ، وكثرت الرسائل بينهما إلى أن وافق على عود المشار إليه إلى القلعة ، واستقراره على حاله .
Shafi 99