Muhtar Al-Akhbar
مختار الأخبار
Nau'ikan
إلى الديار المصرية لما لحقهم من الذعر من هذا العدو ، وكان إجفالهم في الشتاء ، وقاسوا في الطرقات شدائد عظيمة ، وأرسل النواب بسائر الممالك الإسلامية حريمهم إلى القاهرة . ولما قويت أخبار العدو ، واقتضت المصلحة النفقة في العساكر ، وتحصيل ما يعين على ذلك ، فقرر على أرباب المعايش والتجار والباعة ، وذوى الأنساب بالقاهرة ومصر أموالا بحسب أحوالهم ، وجبي منها دون المائة ألف دينار . وكان مباشر هذه الجباية الأمير شمس الدين الأعسر الوزير ، والأمير ناصر الدين الشيخي ، والى القاهرة .
الديار المصرية ، ظن الناس أن أسعار الغلة تغلو ، فانحطت أسعار الغلة منذ حضروا إلى أن وصل القمح من سبعة وعشرين درهما الأردب إلى ما دون
سادس ربيع الأول . وجرى من لطف الله بعباده أن التتار لما وصلوا إلى حلب ، وقيل كان قازان فيهم ، وقيل لم يكن ، وتوالت الأمطار ، وغلت الأسعار ، وضعفت الدواب لعدم الكلأ ، ولكونها لم تجد بالبلاد مأكلا ، فرجعوا جميعا ، وكفى الله المؤمنين القتال . ولما تحقق عودهم وخلت البلاد منهم ، تراجع المسلمون إلى أوطانهم .
التمهيد العربان ، واستخراج ما يلوح من الأموال .
الطاعة ، وقررت عليهم الجنايات وجبيت منهم ، فقاموا بها ولم يتوقفوا بسببها . وكانت جملتها من الدراهم النقرة ألف ألف وخمسمائة ألف درهم ، ومن الخيول العربية ألف ومائة فرس ، ومن الجمال عدة كثيرة ، ومن الأغنام ما أنا على عشرة ألف رأس .
Shafi 116