Muhtar Al-Akhbar
مختار الأخبار
Nau'ikan
إلى المرج بالقرب من دمشق ، وأقام به وخرج إليه أهل دمشق بمفاتيحها ، وبهدايا جليلة ، فأقبل عليهم ، وأرسل إليها قفجاق وبكتمر السلحدار وقطلوشاه والملك يحي بن جلال الدين ، ووزيريه رشيد الدولة المسلماني ونجيب الدولة اليهودي ، فأقاموا بها وشرعوا في جباية الأموال من أهلها واستصفائها ، وأرادوا منازلة قلعتها . وكان الأمير علم الدين سنجر أرجواش المنصوري واليا بها ، فاحترز عليها احترازا عظيما ، وحفظها حفظا تاما ، وأحرق ما حولها من الدور والعمائر ، فلم ينالوا منها قصدأ . وأرسل قازان إلى النواب بالحصون يستميلهم ، ووصلت فرماناته إلى أكثر الأماكن يعرفهم فيها أنه من أهل الإسلام ، ويحضهم على طاعته وإلا السيف . وكانت إقامته بظاهر دمشق من سابع شهر ربيع الآخر إلى منتصف جمادى الأولى ، والتار في هذه المدة يعبثون ويعيثون وينهبون ويفتكون ، هذا وقازان لم يأمرهم بأن يبذلوا سيفا ، ولا يفشوا أذى ، وإنما جروا في ذلك على عاداتهم الردية ، وطباعهم المطبوعة على الأذية . وفي نصف جمادى الأولى ، رحل راجعا ، وأطلق من كان أسيرا في معسكره من الأجناد والغلمان والعامة والسوقة وغيرهم ، وتواتروا إلى الديار المصرية زرافات ووحدانة ، وتواصلوا لا ترى منهم إلا شعثا غريان . وكنت أشاهدهم كالأموات قد أنشروا ، والرفات قد بعثروا لما مسهم من جهد البلاء . وترك بدمشق الأمير سيف الدين قفجاق ، وولاه النيابة والبلاد الشامية ، وقلده تقليدا عاما ، ورتب معة الملك يحيي ، وترك قطوشاه بعده ، فأقام أياما ، وجبيت له أموال من أهل دمشق . ورحل هو أيضا مشرقا ، ورتب الأمير سيف الدين بكتمر السلاح دار في نيابة السلطنة بالممالك الحلبية والحموية وشيزر وانطاكية وبغراش وسائر الحصون ، والأمير فارس الدين البكي نائب السلطنة بصفد وطرابلس والسواحل ، وأقام مؤكيه بالأغوار والسواحل إلى أوائل شهر رجب ، ثم توجه بمن معه من التتار إلى بعلبك ، وأغاروا على البقاع البعلبكي ، وتوجهوا إلى بلادهم .
Shafi 114