Mukhayyalat Khandaris
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Nau'ikan
المبيدات الحشرية.
دباغة الجلود.
الصناعات البتروكميائية.
إنتاج ألياف البولي استر.
صناعة علب الأغذية والمشروبات وغيرها.
ويستخدم الميثانول في كثير من دول العالم الأكثر فقرا في غش الخمور؛ حيث إنه أرخص بكثير من الأثينول. له تاريخ طويل من القتل والتسبب في حالات العمى، تليف الكبد، إتلاف خلايا الجسم، التهاب البنكرياس، وغير ذلك من كوارث بشرية مؤلمة.
أما صنوه الأثينول فيدخل في صناعة الخمور المتنوعة. ويستخدم كوقود حيوي، قد يحل محل البترول على خلفية ارتفاع أسعار النفط، على الرغم من أن له آثارا سالبة على البيئة لا تقل عن الوقود الأحفوري، بل قد تكون أكثر ضررا؛ نسبة لسهولة امتصاصه في التربة ومزجه بالهواء، وسهولة تفاعله مع عناصر كيميائية وعضوية أخرى.
لكن المعلومة الأكثر إثارة هي التي تحصلنا عليها من العم «قوقل». فقد كتب صحفي ساخر نفضل عدم ذكر اسمه: في 11 يونيو 2009 افتتح مصنع لكحول الأثينول «العرقي البكر» وهو أول مصنع لإنتاج الأثينول بأفريقيا، بالتالي الأكبر حجما. أنشئ بخبرات برازيلية لها باع طويل في تقطير الخمور. وتشجيعا لهذه الصناعة المباركة تم إعفاؤها من الرسوم الجمركية، كل أنواع الضرائب، الزكاة والعشور. ينتج مصنع كنانة 65 مليون لتر سنويا وطاقته القصوى تعادل 200 مليون لتر في العام، بذلك يعد السودان أكبر الدول المنتجة للأثينول الذي يتم تصنيعه من مخلفات قصب السكر والمنتجات المصاحبة لإنتاج السكر مثل المولاص، في مصنع كنانة العملاق ... ينافس بذلك دولة البرازيل صاحبة أكبر مخزون منه في العالم. يغزو الأثينول السوداني اليوم السوق الأوروبية المشتركة ، يفضل الأوروبيون إنتاجه في دول أفريقية بائسة فقيرة؛ نسبة للمشاكل البيئية والاقتصادية المصاحبة لإنتاجه، فيستهلك إنتاجه 7٪ من الحبوب الخشنة في العالم، و9٪ من الزيوت النباتية عالميا، 2٪ من الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل، وتعده منظمات عالمية من المنتجات التي تهدد بصنع ندرة غذائية في العالم، بالتالي يطلقون عليه المنتج الإجرامي. السوق الأوروبية المشتركة أكبر المستوردين للأثينول السوداني.
لا بأس أن نسهم كسودانيين في «تظبيط» الأمزجة الخواجاتية الراقية، ونعمل بصورة فاعلة في تنشيط الأخيلة وهياج حالات العشق الأوروبي الرزين الأكثر فسقا وجمالا أيضا. ولا أظننا سنخسر شيئا إذا زدنا من حوادث السير والجرائم الخفيفة التي يفتعلها السكارى العاديون بنسبة ضئيلة لا تكاد تحسب. قد يلهم خندريسنا الطيب شعراء مغمورين في تأليف قصائد عظيمة، لا تقل جمالا عن «الأرض اليباب» أو «أوراق العشب» أو كتابة روايات في عظمة «أطفال منتصف الليل». كما أن هذا الخندريس الطيب سيزيد الصادر السوداني بنسبة 10٪ بذلك يتحسن الميزان التجاري الوطني ... خاصة أن الموازنة السودانية العامة قد فقدت 90٪ من مواردها بانفصال الجنوب ببتروله وموارده الغابية، وهما البقرتان الحلوبتان اللتان أرضعتا البلاد التي تعاني من سوء تغذية منذ الاستقلال إلى أعوام كثيرة قادمة بإذن الله. (هنا سنضطر إلى حذف بعض الأرقام وجداول الكميات التي توضح كمية الصادر السوداني من الأثينول للسوق الأوروبية المشتركة، كما أننا سوف لا نتطرق للمسائل الاقتصادية البحتة، مثل: الميزان التجاري، التحويلات الائتمانية والنمو الاقتصادي الخاص بمسألة التبادل التجاري المحدد مع السوق الأوروبية المشتركة، يمكن الحصول على ذلك عن طريق معامل البحث «قوقل».)
أمي ذكرتني بأمر مهم. وهو أن صناعة الأثينول في السودان تجذرت عميقا في المجتمع السوداني، لكنها بدأت بقدماء النوبة الذين يستخدمونه في شكله الخام في التحنيط، العلاج والنظافة، وذلك قبل آلاف السنين. ثم دخل مرة أخرى كخمور أكثر نقاء عند اتفاقية البغض - البغط - التجارية، التي وقعت ما بين جدودنا النوبة والعرب المسلمين، الذين جاءوا بقيادة عبد الله بن أبي السرح، في محاولتين فاشلتين لاحتلال بلاد النوبة الغنية بالذهب والعاج؛ حيث إنه من بنود الاتفاقية أن يقدم العرب المسلمون إلى النوبة الوثنيين قدرا كبيرا من الخندريس «الأثينول» وقناطير مقنطرة من العدس والتوابل سنويا، مقابل بعض ما تنتجه بلاد النوبة من خيرات. ولم ينقطع تصنيع الأثينول بعد ذلك محليا، فالنساء العربيات المهاجرات لأرض السودان بحثا عن المراعي وهربا من الجفاف، كن الفداديات الأوائل؛ حيث إن آلاف اللترات تصنع يوميا عن طريق حفيداتهن الوريثات الحديثات للتقطير، وهن صانعات: عرق البلح، العيش، الجنزبيل، الجوافة والمولاص. والعرق كما يعرفه الجميع عبارة عن الأثينول مضافا إليه الميثانول. الفداديات الخبيرات يستطعن أن يفصلن بين الاثنين، وذلك في مراحل التقطير المختلفة؛ حيث يطلقن على الأثينول النقي الأكثر قيمة اسم: العرق البكر، السكوسكو، أو السيكو، تيمنا بتلك الساعة السويسرية الجميلة الأنيقة الدقيقة، وهو ينتج أولا عندما تصل درجة حرارة المادة موضوع التقطير 73، ثم بعد ذلك ينتج العرق التني؛ وهو الميثانول والأثينول مختلطان معا، مع كثير من الشوائب والغازات بعضها سام جدا.
Shafi da ba'a sani ba