Mukhayyalat Khandaris
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Nau'ikan
محمد الصادق الحاج.
نصار الحاج.
عصام عيسى رجب ... - يا أمي يا أمي!
أضافت وهي تنحرف قليلا عن الموضوع الأساسي، محملقة بعينيها في الأفق البعيد: كويس، أو اتزوجوا نسوان تانيات ...
هل تذكرين ذلك الشاعر الذي كتب قصيدة جميلة عن حبيبته إيما، أظنه قال فيها: إنها تشبه غيمة وتشبه نجمة، وحاجات تانية ما بتذكرها، لقد تزوج من فتاة أجمل منها اسمها انتصار! وذلك الذي كتب عن فتاة ذوبته عشقا - وهي ماريا - تلك القصيدة الطويلة التي درسناها في الجامعة بعنوان ماريا وامبوي، سقطت فيها مرتين، قد تزوج امرأة اسمها ليلى علم الدين. وقالت: إن أراجون الذي ظل حياته كلها يكتب لعيون حبيبته إلزا أجمل الأشعار، العيون التي ظن أنها الأجمل منذ أن خلق الله حواء أم البشر، اقترن في أواخر عمره بفنانة غجرية متشردة لا تكاد عيناها تريانه جيدا.
لم يبق لها سوى أن تضيف للقائمة: رامبو، مالارميه، بودلير وأمل دنقل. ذات مرة اعترفت لي بأن صديقة لها - أظنها تقصد نفسها - كانت تعشق شاعرا، لكنه يخونها مع صديقتها المقربة جدا بل الوحيدة، عندما اكتشفت أمرهما برر لها ذلك بقوله: إن للجسد سلطانا، ونحن لسنا سوى شغيلة عنده. قالت: إنها لم تفهم شيئا، لكنها لم تعد تحبه منذ تلك اللحظة. بل كرهت المثقفين جميعا، على رأسهم الشعراء؛ لأن الشعراء يتفلسفون في الخيانة، ويقولون كلاما غير مفهوم، كيف يكتب شخص سوي نصا بعنوان «في مديح الخائنات»، وهو يعني بالخائنات، الخائنات، نعم الخائنات ذاتهن، ليس مجازا أو رمزا؟!
أحبت أمي وكرهت بعد وفاة أبي بسنوات، لكني أعرف أنها الآن تحب روائيا في عمرها، لا خير منه يرجى - سوء الظن في الروائيين من حسن الفطن - وأظن أنه يستغلها جسديا وماديا، فأنا لا أعرف شيئا عنه وعن علاقتهما، وخطأ تخميناتي على أمي أن تتحمله؛ لأنها لم تفصح لي عن شيء ... لم تتكرم علي بمعلومة مفيدة، غالبا ما تدعي: هو صديقي ما أكثر.
أمي ليست صريحة معي، لكنها دائما تريدني أن أكون صريحة معها: حتى لا يخدعك الرجال ... فكل الرجال مسيلمة يا بنتي، كذاب! بدون فرز وبدرجات متفاوتة، بعضهم إبليس بعينه، «أوعك تدي واحد قلبك كله!»
اعشقيهم بلسانك لا أكثر؛ أقصد بطرف لسانك، لا تفرطي في قلبك أو جسدك. الرجل مثل الطفل؛ إذا شبع نسي أن له بطنا، وإذا جاع تشهى كل الأشياء، حتى إذا كانت حجارة.
أمي أجمل مني! أنا لا أعترف بذلك. كنت أطول منها قامة لكني بدينة بعض الشيء، بل قل الشيء كله. ورثت بنيتي الجسمانية من أبي، لكنني جميلة أيضا. فكثير من الرجال يحبون الأرداف المدورة، وهو الشيء الذي عليه أردافي الآن. أسمع كثيرا من تعليقات المارة بالشوارع والمواصلات العامة، تضايقني في أحيان كثيرة، أغض عنها الطرف في بعض الأحيان، أطرب لها، وخاصة إذا كان مزاجي عكرا وكنت في حاجة إلى دعابة ما، مهما كانت سخيفة. طولي 175 سنتيمترا، فكرة الجمال عندي تتمثل في تصور الآخر لك من جانب، وتصورك لنفسك من الجانب الآخر. أنا أيضا لا كرش لي، مثل أمي، أمارس الرياضة بصورة متواصلة وخاصة تمارين البطن. لا آكل الشحوم أو السمن، أمشي كثيرا برجلي ولا أتركه يرق في. لي بشرة سوداء ناصعة ورثتها عن جدود شتى، فور ونوبة برابرة وعرب. لا أستخدم كريمات تبييض البشرة، وهذا مبدأ إنساني، جمالي وخلقي لا أحيد عنه، ولو أنني بذلك أفقد فرص العمل في كثير من القنوات التلفزيونية، البنوك، الشركات التي تهتم بالمظهر العام المنمق والمعلن عنه رسميا وإعلاميا. ورغم ذلك يحبني الكثيرون من أجل أنني أرغب أن أكون كما خلقني الله، يقولون: إن لي ملامح ملكة نوبية. باختصار، أعرف أنني جميلة وهذا يكفي.
Shafi da ba'a sani ba