[٢٥٧] وأما أبو عبيدة رضى الله عنه: فروى خمسة عشر حديثا، ولم يخرج له البخارى شيئا فى صحيحه، ولا أخرج له مسلم إلا ما فى حديث العنبر من رواية ابن الزبير عن جابر وهو قوله نحن رسل رسول الله ﷺ. وهو معنى تام؛ فسموه حديثا.
٢١ - فصل
الإشارة إلى المشتهر من الذكر من الصحابة
بعد العشرة وعدد مسانيدهم ﵃
[٢٥٨] زيد بن حارثة رضى الله عنه: مولى رسول الله ﷺ زارت به أمه فى الجاهلية قومها، فأغارت خيل لبنى القين، فاحتملوه، فباعوه فى سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فلما تزوجها رسول الله ﷺ، وهبته له.
[٢٥٩] وكان أبوه حارثة قال حين فقده:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحىّ فيرجا أم أتى دونه الأجل
فو الله ما أدرى وإن كنت سائلا ... أهالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فياليت شعرى هل لك الدهر رجعة ... فحسبى من الدّنيا رجوعك لىّ بحل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... ويعرض ذكراه إذا قارب الطفل
وإن هبت الأرواح هيجنّ ذكره ... فياطول ما حزنى عليه ويا وجل
سأعمل نص العيس فى الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتى أو تأتى على منتيتى وكلّ امرئ ... فإن وإن غره الأمل
وأوصى به قيسا وعمرا كلاهما ... وأوصى يزيدا ثم من بعده جبل
يعنى جبلة بن حارثة، ويزيد هو أخو زيد لأمه.
[٢٦٠] فحج ناس من كعب، فرأو زيدا، فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغو أهلى هذه الأبيات فإنى أعلم أنهم جزعوا علىّ فقال:
ألكنى إلى قومى وإن كنت نائيا ... بأنّى قطين البيت عند المشاعر
فكفو من الوجد الّذى قد شجاكم ... ولا تعملو فى الأرض نص إلا باعر
فإنّى بحمد الله فى خير أسرة كرام ... معد كابرا بعد كابر
1 / 46