الإسلام يقولون بأن حكم التوراة منسوخ ببعثة محمد _صلى الله عليه وسلم_، وهل تنفصلون من النصارى أو من أهل هذه الملة في دعواكم بفصل؟ فإن قالوا: الفصل بيننا وبينهم أنهم جامعونا على موسى، ولم نجامعهم على عيسى، ولا على محمد، قلنا: وعلى أنهم جامعوكم على موسى أنه رسول الله، لم يجامعوكم على ما ادعيتم عليه من أنه عهد إليكم بأن حكم التوراة (¬1) لا ينسخ أبدا، فإن دعوا أن النقل جاءهم بذلك عن نقل لا يكذب مثله، قلنا: ومتى اتصل لكم النقل بما ادعيتم من ذلك فيما بينكم وبين موسى عليه السلام، مع ما لا تشكون فيه من غلبة (بختنصر) (¬2)
¬__________
(¬1) التوراة: التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، وبناؤها عند الكوفيين ووراة: تفعلة، وقال بعضهم: هي تفعل، نحو تتفل، وليس في كلامهم تفعل اسما، وعند البصريين وؤرى، هي فوعل نحو حوفل. والتوراة: معناها الضياء والنور. راجع معترك الأقران في إعجاز القرآن 2: 6، والمفردات في غريب القرآن.
(¬2) بخت نصر: يذكر البيروني أن الصيغة الفارسية لاسم بختنصر هي "بخت نرس"، وقيل في تفسيره: إنه كثير البكاء والأنين، أما الصيغة العربية له فهي بختنصر.
وقد وردت قصته في الكتاب المقدس عن اليهود والنصارى، وجعله بعض المؤرخين مرزبانا على العراق يحكم باسم ملك الفرس، حيث كانت دار مملكته بلخ (المسعودي : مروج الذهب، 1: 117)، وبعد أن فتح بيت المقدس سجن الملك منسى.
وجاء في الكتاب المقدس أن الذي سبحن هو صدقيا (الطبري 1: 491).
ويقول المسعودي: إن عدة من سباهم بختنصر من بني إسرائيل ثمانية عشر ألفا، وأنه أخذ التوراة وطرحها في بئر، ولما رجع بنو إسرائيل إلى بلادهم أخرجوا التوراة من البئر. (المصدر السابق).
Shafi 95