(¬1)
ومن ذلك أخباره بما يفتح الله على المسلمين من فارس والروم، وبأن كنوز كسرى ملك الفرس، وقيصر ستنفق في سبيل الله، ولذلك قال بعض المنافقين يوم الخندق: يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن أن يذهب لحاجته (¬2) ، وفي ذلك قال الله: {وإذ يقول المنافقون والذي في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} (¬3) فكان الأمر في جميع ذلك كما وعد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_.
¬__________
(¬1) هذا جزء من حديث رواه أبو يعلي في مسنده عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي صالح عن أم هانئ، ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن أم هانئ، ورواه ابن كثير في تفسيره كاملا 3/22.
(¬2) الذي تكلم بهذا الكلام معتب بن قشير، وأوس بن قيظي، وغيرهما من المنافقين.
(¬3) سورة الأحزاب، آية رقم 12.
وقال ابن أبي حاتم: "حدثنا أحمد بن عاصم الأنصاري، حدثنا أبو عامر وحدثنا أبي حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا الزبير _يعني ابن عبد الله مولى عثمان _رضي الله عنه_ عن ربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد _رضي الله عنه_ قال: قلنا يوم الخندق يا رسول الله: هل من شيء نقول قد بلغت القلوب الحناجر...؟ قال _صلى الله عليه وسلم_: نعم، قولوا اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، قال: فضرب وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الريح". وكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل عن أبي عامر العقدي.
Shafi 84