وقال النضر بن الحارث أيضا: إن الملائكة بنات الرحمن، فلما أنزل الله: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} (¬1) قال: ألا ترون أنه صدقني، فقال أمية بن خلف (¬2) _وكان أفصح منه_: ما صدقك، وما كذبك، فقال: ما كان للرحمن ولد، قال: فضحك النضر، وقال أيضا: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم} (¬3) ، فأنزل الله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} (¬4) .
¬__________
(¬1) - سورة الزخرف، آية رقم 81.
(¬2) - هو أمية بن خلف بن وهب من بني لؤي، أحد جبابرة قريش في الجاهلية، ومن ساداتهم، أدرك الإسلام ولم يسلم، وهو الذي عذب بلالا مؤذن الرسول _صلى الله عليه وسلم_، حتى كانت غزوة بدر أسره عبد الرحمن بن عوف _رضي الله عنه_، فرآه بلال فصاح بالناس: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، وقتله عام 2ه. راجع سيرة ابن هشام 2/52، والكامل لابن الأثير 2/48، وعيون الأثر 1/259، ورجال أنزل الله فيهم قرآنا 4/311.
(¬3) - سورة الأنفال، آية رقم 32.
(¬4) - سورة الأنفال، آية رقم 33.
Shafi 81