361

فمتى لم تقم الحجة على أهل دين الفكر فيما وصفنا كان لهم أن يتنازعوا فيما يحل أو يحرم، فيحرم قوم ما يحله آخرون، ويحلل آخرون ما يحرمه آخرون، ويوجب آخرون حكما، ويسقطه آخرون، على قدر أفكارهم، وتنازع الأخت مع الأخ في التحريم، والبنت مع الأب في التحريم، إذا قامت الحجة على بعض ولم تقم على بعض، في مثل هذا من التخليط الذي لا يقوم لله به دين، ولا يثبت عليه أمر ولا نهي، ولا يصفو معه حكم. وهذا لتعلموا أن مذاهب القوم مأخوذة من مذاهب أهل التعطيل، محتملة عليها، فصار هذا القول لا ملجأ له يأوي إليه إلا مقالة المعطلين للشرائع، المنكرين للسنن، فنعوذ بالله من الحيرة، ومن متابعة الأهواء، وتقليد الكبراء.

باب فيمن قال إن حجة رسول الله عليه السلام لا تقوم إلا بسماع

قال عبد الله بن يزيد (¬1)

¬__________

(¬1) الباحث في كتب التراجم يرى عشرات الأفراد بل مئات ممن تسموا باسم عبد الله بن يزيد، فهناك عبد الله بن يزيد بن حصين بن عمرو، وعبد الله بن يزيد بن الصلت الشيباني، وعبد الله بن يزيد ابن مقسم، وعبد الله بن يزيد رضيع عائشة بصري، وغيرهم كثير.

فلعله عبد الله بن يزيد العدوي أصله من ناحية البصرة، وقيل من ناحية الأهواز، سكن مكة، وروى عن كهمس بن الحسن وموسى بن علي بن رباح، وروى عنه بشر بن موسى بن شيخ بن صالح بن عميرة الأسدي. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة، وقال الخليل: ثقة. قال البخاري: مات بمكة سنة 212ه. راجع تهذيب التهذيب 6: 83.

Shafi 165