337

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Nau'ikan

الباقي بالقديم؟ وصرتم لنا مع أهل الدهر عديلتين قرينتين، فإذا ما احتججنا على الدهرية عارضونا بكم، وإذا احتججنا عليكم عارضتمونا بالدهرية قبحا لكم، ولمقالتكم بين سائر المتكلمين! ويقال لهم: أخبرونا عن هذه الأجسام الباقية، من أبقاها وأدامها؟ قالوا: الذي خلقها هو الذي أبقاها وأدامها، قيل لهم: أبقدرة فعل ذلك أم بغير قدرة؟ قالوا: بقدرة، قيل لهم: فهل لقدرته في إبقائه لها من نهاية أم ليس لها نهاية؟ فإن قالوا: بأن لها نهاية وصفوا ربهم بصفات الأجسام؛ حيث زعموا أن قدرته ذات نهاية، وإن قالوا: غير متناهية، قيل لهم: فإذا كانت غير متناهية فلم زعمتم أنه لا يجوز على الله، ولا على قدرته أن يكون يبقي هذه الأشياء إلى غير نهاية؟ ثم يقال لهم: أخبرونا عن المدة في الذي انتحلتم من ذلك ما هي؟ وكم هي؟ قالوا: لا نجد لها حدا إلا أنا عرفنا بأنها منقطعة، كما عرفنا أن الدنيا منقطعة، ولو أنا لا نجد أجلها، ولا نعد مدتها، قيل لهم: قبحا لكم إنا إنما قلنا إن الدنيا منقطعة الأجل لعلمنا بما وراءها من الآخرة، فهل تعلمون للآخرة وراء يعرف به أنها منقطعة كما عرف أن الدنيا منقطعة بما وراءها من الآخرة؟ ويقال لهم: هل تصفون الله عز وجل بأنه دائم؟ قالوا: نعم، قيل لهم: فإنه قد قال الله عز وجل في صفة الجنة: (أكلها دائم وظلها) (¬1) أفترون أن الله عز وجل وصف الجنة بصفة نفسه؟ تعالى الله عن مقالات الجهمية علوا كبيرا.

النقض على من زعم أن القرآن غير مخلوق

¬__________

(¬1) سورة الرعد آية رقم 35، وتكملة الآية: (تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار).

Shafi 141