303

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Nau'ikan

وأما قولهم: إن كل اسم في لغة العرب مشتق من فعله، فإنا نجد ها هنا أفعالا كثيرة وليس لها أسماء مشتقة منها؛ وذلك أنا نجد من يبني بيتا واحدا، ويخيط ثوبا واحدا، ويصوغ خاتما، لا يسمى بانيا، ولا خياطا، ولا صائغا، لقلة استمراره على الفعل بذلك، وإنما الاسم للغالب، وكذلك الذي أقر بالله، وترك ما سوى ذلك من فعل الإيمان لا يسمى مؤمنا، وقال عز وجل في المنافقين: (ولا يذكرون الله إلا قليلا) (¬1) ، وقال: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا) (¬2) ، وقال: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) (¬3) فدل على أن من كان معه بعض الإيمان وبعض الكفر أنه الكافر حقا، وعلى هذا المعنى جاءت التسمية بأسماء الدين وأحكامه؛ لأنه لا يخلو هذا الذي معه بعض الإيمان وبعض الكفر من أن يكون يسمى بهما جميعا، أو يكون يسمى بأحدهما دون الآخر، فبطلت التسمية بهما جميعا، إذ لا يجوز أن يكون يجري عليه حكمان مختلفان متضادان، فيكون من أهل الولاية (¬4)

¬__________

(¬1) سورة النساء آية رقم 142، وقد جاءت الآية في المطبوعة بدون (الواو)، حيث قال "لا".

(¬2) سورة النساء آية رقم،151، وتكملة الآية (واعتدنا للكافرين عذابا مهينا(.

(¬3) سورة البقرة آية رقم 85، وتكملة الآية (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون(.

(¬4) الولاية لغة: القرب والقيام للغير بالأمر والنصر، والاهتمام بالمصالح، والحفظ، والاتصال، يقال فلان موال لفلان إذا كان مقربا له، وقائما بأمره، ونصره، ومهتما بمصالحه، وحافظا لغيبته، ومتصلا به.

قال القطب: وعلى هذا تنبني الولاية الشرعية. وخالفه الشيخ السالمي في ذلك فقال: أما ولاية الله لعباده فهي توفيقه إياهم لطاعته، وإعانتهم عليها، ونصرته لهم على أعدائهم. راجع مشارق أنوار العقول 337 355 بتصرف.

Shafi 107