وسبيل اختيار العبد لفعله، واكتسابه (¬1) ، وتحركه به، وسكونه، وإيمانه، وكفره، وطاعته به، ومعصيته هو سبيل ما ذكرنا من فعل الرجلين اللذين ذكرنا أنهما شريكان فيما اشتركا، ألا ترى أنك تقول: إنهما مشتركان، لاتفاق جهات الملك واختلاف وجهات الفعل، ولا تقول ذلك في صفة الله جل جلاله، لاختلاف جهات الملك، واختلاف جهات الفعل. وقد كررت في هذا المعنى وأطلت لينقطع ذكر الشركة من هذه المسألة، إذ ليست الشركة منها في وجه ولا في سبب.
ولما بطلت هذه الوجوه الثلاثة التي ذكروا، واضمحل القول بها تبين أن الفعل قد عدا ما قالوا من ذلك، وخلا منه إلى غيره، مما قلنا، والله ولي التوفيق.
حجج القدرية من النقل
¬__________
(¬1) يراجع ما كتبه الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين عند الحديث عن أفعال العباد وبأنهما مخلوقة لله تعالى، وليس للإنسان فيها غير اكتسابه: أي أن الفاعل الحقيقي هو الله، وما الإنسان إلا مكتسب للفعل. وأيضا كتاب اللمع من 38 39 46 47، والملل والنحل عند شرحه لمذهب الأشعري 1: 124 130.
Shafi 49