الأشبار على صورة آدم، فيقال لهم: أخبرونا لأية علة صار الله قديما مخترعا للأجسام، ألعلة الذات، أم لغير علة الذات؟ فإن قالوا: لعلة الذات، قلنا: فكيف والذاتان متفقتان؟ فإن قالوا: لعلة غير الذات، قلنا: ما هي؟ فإن قالوا: هي القدرة، قلنا: وما جعل هذه القدرة توجب القدم، واختراع الأجسام، دون أن تكون الأخرى توجب ذلك؟ فإن قالوا: لأن هذه غير متناهية، وتلك متناهية قلنا: وما جعل هذه غير متناهية، دون أن تكون تلك أيضا غير متناهية؟ أو ما جعل تلك متناهية دون أن تكون هذه أيضا متناهية؟ والذاتان في زعمكم متفقتان، أو ليس اتفاق الذاتين مما يوجب اتفاق القدرتين، وفي اتفاق القدرتين اتفاق الأعمال؟ أو ليس إذا استوت الأعمال، واتفقت الصفات في وجوه الخاص والعام، فذلك هو الذي يوجب التسوية بين الحكم؟ أو ليس الدليل على مخالفة الثلج للنار، وموافقة النار النار، الذي رأينا من اتفاق الأعمال واختلافها، وحتى قضينا باتفاق الأعمال واختلافها، وحتى قضينا باتفاق الجسم وباختلافه، وعلى جميع ذلك بالحدث؟ فليس بين السبيلين سبيل، ولا بين القولين قول، إما أن تقولوا باتفاق الصفات في باب القدم، والأعمال في باب الاختراع، لاتفاق الذاتين، أو تقولوا باتفاق الصفات في باب الحدث، واتفاق عدم الأعمال في باب العجز، فعلى أي هذين القولين تعزمون من صفة معبودكم؟ وعلى أيهما تعتمدون، وهكذا السؤال عليهم في جميع الصفات وفي جميع الأفعال، فلو كنا تتبعنا ذلك واحدا واحدا لما انفصلنا منه إلى غيره، إلا أن شاء الله، فمن فهم ما ذكرنا من هذا فهم ما لم نذكر منه، إن شاء الله.
Shafi 168