إنما هي لنبي من إخوة بني إسرائيل؛ وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق، وإخوتهم أولاد إسماعيل، ولن يجوز أن تكون هذه البشارة لأحد من أنبياء بني إسرائيل، لا يوشع، ولا داود، ولا عيسى، ولا غيرهم من أنبيائهم البتة، ومع هذا إن في التوراة أن مثل موسى في بني إسرائيل لا يكون، وفي ترجمة أخرى: ولن يقوم في بني إسرائيل أحد مثل موسى، فقد تبين بما وصفنا أن النبي المبشر به في هذا الكلام لا يجوز أن يكون يوشع ولا أحدا من بني إسرائيل، وأنه محمد _صلى الله عليه وسلم_؛ لأنه من ولد إسماعيل الذين هم أولاد إخوة ولد إسحاق، ولأنه مثل موسى في الشريعة والسنة، والسلطان، ومن التوراة أيضا في السفر (¬1) الخامس أن موسى قال: (أتانا الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران) (¬2)
¬__________
(¬1) السفر: بالكسر الكتاب، والجمع أسفار، قال الله تعالى: {كمثل الحمار يحمل أسفارا} (سورة الجمعة: 5)، والسفير: الرسول المصلح بين القوم، والجمع سفراء كفقيه وفقهاء، وسفر بين القوم سفارة أي أصلح، وسفرت المرأة كشفت عن وجهها فهي "سافر".
(¬2) الذي جاء عند ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء هو: "جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران".
يقول الدكتور الطالبي: ولقد تفضل الأب قنواتي، وأرشدني إلى النص الذي ورد في التوراة المترجم إلى الفرنسية، ثم ذكره.
وكلمة فاران كلمة عبرية _وهي جبال مكة بدلالة التوراة_ حيث إن إبراهيم عليه السلام أسكن هاجر وإسماعيل فاران (المقدس: البدء والتاريخ 5: 23).
ويطلق على الجبل الممتد بين الشام وبادية العرب؛ ولكن الحجاز هي المخصوصة بهذا الاسم بدلالة التوراة في قصة إسماعيل الذي كان يتعلم الرمي في برية فاران (التكوين 21/ 20 21).
وساعير: جبال فلسطين _راجع المقدس: البدء والتاريخ 5: 32 33. [عمار الطالبي].
Shafi 102