وأن عالمًا لغويًا جليلًا هو السيد علي (خان) المدني المشتهر بابن معصوم صاحب «السلافة» كان قد ملكها واستوعبها قراءة ومراجعة، والرجل وإِنْ لم يذكر اسمه معروفُ الخطّ والقلم، ويقول الشيخ آقا بزرك: ان «خطه وقلمه ومداده مطابق بعينه للمجلد الثالث من طرازه الذي فرغ من حرف الشين منه في ١١١٧» (^٨٠).
ومما تجدر الإِشارة إِليه أن المرحوم الشيخ محمد السماوي كان قد نسخ المحيط عن نسخة كربلاء هذه، وتحتفظ اليوم مكتبة المتحف العراقي ببغداد بنسخة السماوي في مجلدين، وهما تحت رقم (٥٢٨ و٥٢٩). وقد فرغ من كتابتها سنة ١٣٥٤ هـ. وكنتُ قد قارنتُ بها الأصل مقدارًا مهمًا من الكتاب وأشرتُ في الهوامش إِلى مواطن الخلاف، ثم أعرضت عن كل ذلك حينما حصلت على الأصل الذي نقل عنه السماوي.
وقد رمزتُ لنسخة كربلاء بحرف (ك).
***
أما منهجي في التحقيق فيقوم في أساسه على بذل أقصى جهدٍ ممكنٍ لاخراج نصّ صحيح يمثِّل أصل الكتاب كما كتبه مؤلفه أقرب تمثيل، وقد أشرتُ في الهوامش إِلى موارد اختلاف النسخ؛ وإِلى ما جاء في العباب وتاج العروس منقولًا عن المحيط وهو كثير جدًا؛ وإِلى تخريج ما ورد في الأصل من أشعار وأمثال وأقوال على المصادر الموثوق بها والمعتمد عليها لدى المعنيين؛ مع الاقتصار في تخريج الشعر على ديوان الشاعر إن كان مطبوعًا، وفي النقل عن المعجمات اللغوية على ذكر أسمائها مجردة عن أرقام الأجزاء والصفحات لأن
_________
(^٨٠) الذريعة:٢٠/ ١٦٣.
1 / 33