طارِقًا في الظَلام تحتَ دُجى الليلِ ... ضنِينًا بأنْ يزورَ نَهارا
قُلتُ: ما باُلنا جُفِينا وكُنَّا ... قبلَ ذاكَ الأسماعَ والأبصارا
قالَ: إِنْا كما عَهِدتَ ولكنْ ... شَغَلَ الحَلْيُ أهلهُ أَن يُعارا
أبو زرعة الدمشقي:
وجاءُوا إليهِ بالتَعاويذِ والرُقى ... وصبّوا عليه الماءَ مِن أَلَم النُكسِ
وقالوا: به من أعيُن الجِنِّ نظرةٌ ... ولو عَلِموا قالوا: بِهِ أعينُ الإنسِ
ابن الدمينة:
يقولون قصر في هواها فقد وعت ... ضغائن شبان عليك وشِيبُ
وما إن نبالي سخط من لا نحبه ... إذا نصحت ممن نحب جيُوبُ
ديك الجن:
لا وحبيك مامللت سقامًا ... لك فيه من مقلتيْكِ نصيبُ
كلُّ شيءٍ وإن أضرَّ بِجِسْمي ... لكِ فيه الرِضى إليَّ حبيبُ
وعلى حَذْوِهِ قال الشامي:
ودَّعتُهم من حيثُ لم يَعْلوا ... ورُحتُ والقلبُ بِهمْ مُغرَمُ
واسْتَحْسنوا ظلمي فمِنْ أجْلِهم ... أَحَبَّ قلبي كلَّ من يَظْلمُ
إبراهيمُ بن العبَّاس:
تَمرُّ الصَّبا صَفحاَ بِساكِنِ ذي الغَضا ... ويصدَعُ قلبي أن يَهُبَّ هُبوبُها
قَريبةُ عَهدٍ بالحبيبِ وإنَّما ... هوى كُلِّ نَفْسٍ حيثُ حلَّ حَبيبُها
بشّار:
أقولُ وقد غصَّت عيونٌ بِمائها ... علينا، ومن دَمعي كَمينٌ ومُرْسَلُ
وَجدتُ دموعَ العينِ تَجري غُروبُها ... أَخفَّ على المَحْزونِ، والصَّبرُ أَجملُ
الأشجعُ:
ومُغتَربٍ يَنْقضى ليلُه ... شُجونًا ومُقلتُه تَدمعُ
يُؤرِّقُهُ نأَيُهُ في البلادِ ... فما يستَقِرُّ بهِ مَضجَعُ
إذا الليلُ أَلْبَسَني ثوبَه ... تقلَّبَ فيه فتىً مُوجَعُ
أعرابي:
فما بُحتُ يومًا بالذي كان بَيننا ... كما يُستباحُ الهِذْريانُ المُبيَّحُ
سوى أنني قد قُلتُ والعيسُ تَرْتَمي ... بنا عَرَصاتٍ والأزِمَّةُ تَمْرحُ
هنيئًا لِقُضبانٍ بذي الضِّرْوِ أَنها ... بِبرْد ثَنايا أُمِّ عمروٍ تُصَبَّحُ
والطوقِ مجراه وللقُرطِ أَنَّهُ ... على قائمٍ مِن جِيدِها يَتوضَّخُ
النوفلي:
إذا اختلجَتْ عَيْني رأَتْ من تُحبُّه ... فدامَ لِعيْني ما حَيِيتُ اخْتلاجُها
وما ذُقتُ كأسًا مُذ تعلَّقَني الهوى ... فأشرَبَها إِلاَّ ودِمْعي مِزاجُها
ديكُ الجِنِّ:
دَعُوا مُقلتي تبكي لِفَقدِ حبيبها ... لِيُطفئَ بردُ الدمعِ حرَّ لَهيبِها
بِمَن لو رَأَتْهُ القاطِعاتُ أَكفَّها ... لَماَ رَضِيتْ إِلاَّ بِقَطعِ قُلوبِها
الأحوص:
من الخَفراتِ البيضِ خُلْصٌ لو أنها ... تُلاحي عَدوًا لم يَجدُ ما يَعيبُها
فما مُزنةٌ بين السِماكيْن أومضتْ ... منَ البرْقِ حتى استَعْرَضتْها جَنوبُها
بِأحسنَ منها يومَ قالتْ، وعِندنا ... مِن الناسِ أوشابٌ كثيرٌ شِغوبُها
وَدِدْتُ، وما تُغْنى الوَدادةُ، أَنها ... نَصِيبي من الدُنيا وأَني نَصيبُها
الحارثي:
ما قُلتِ إِلاَّ الحقَّ أَعرِفُهُ ... أَجدُ الدليلَ عَليهِ في قَلبي
إِنَّا لنا قلبانِ مذ خُلِقا ... يَتجاوَدانِ بِصادِقِ الحُبِّ
يَتهادَيان هوىً سَيجْعلُنا ... أُحدوثَةً في الشرقِ والغَرْبِ
ابنُ الدمينة:
بَنَفْسي وأهلي مَن إذا عَرَّضوا لهُ ... بِبعْضِ الأَذى لم يَدْرِ كيفَ يُجيبُ
ولم يعتذِرْ عُذُرَ البَرئِ ولم يَزلْ ... به سَكْتَةٌ حتى يُقالَ: مُريبُ
لَقدْ ظَلموا ذاتَ الوِشاحِ ولم يَكُنْ ... لنا مِن هوى ذاتِ الوِشاحِ نَصيبُ
آخر:
سُقيتُ دَمَ الحيَّاتِ إِن لُمتُ بعدها ... مُحبًّا ولا عَنَّفْتهُ بِحبيبِ
آخر:
ياذا الذي زارَ وَما زارا ... كأَنَّه مُقتبِسٌ نارا
قامَ بِبابِ الدارِ من تِيهِهِ ... ما ضَرَّهُ لو دخلَ الدَارا
آخرُ:
ولقد جَعلتُكَ في الفُؤاد مُحدَّثي ... وأَبَحتُ مِني ظاهِري لِجليسي
فالجِسمُ مني لِلْجَليس مُؤانسٌ ... وحَبيبُ قَلبي في الفُؤادِ أَنيسي
ذو الرمَّة:
1 / 43