إذا نَزَلوا بَطحاءَ مكّةَ أشرقتْ ... بِيَحيى وبالفَضل بن يَحيى وجعفرِ
وَما خُلِقَتْ إلا لِجودٍ أكفُّهم ... وأقدامُهم إلاّ لأَعوادِ مِنْبَرِ
ولو أردت مثله لطال عليك الدهر.
الباب العشرون
نعت الأرداف
عبد الله بن الصمة:
لها فَخِذٌ بُخْتِيَّةٌ بَخْتريِّةٌ ... وساقٌ إذا قامت عليها اتْمَهَّلت
وخصرانِ دَقَّا في اعْتدالٍ ومَتنةٌ ... كمتنةِ مَصقولٍ من الهِندِ سُلَّمتِ
وعينا أحَمِّ المُقلتينِ ومَضحكٌ ... إذا ما جرتْ فيه المساويكُ زَلَّتِ
ذو الرمة:
كأنَّ أَعجازها والرِيطُ يعصِبُها ... بين البُرين وأَعناقِ العَواهيجِ
أَنقاءُ ساريةٍ حلَّت عَزالِيَها ... من آخر الليلِ ريحٌ غَيرُ حُرجوجِ
ابن حازم:
يَروعُكَ حُسنُ منظَرِهِ ... وتَخْشَعُ مِن تَجِبُّرِهِ
وما كِسرى بِأَتْيَهَ مِنْهُ يومَ غدا لِمَفْخَرِهِ
هَضيمُ الكَشح يُزهاهُ ... قضيبٌ تحت مِئْزَرِهِ
ومطويٌّ على عُكَنٍ ... تَظاهَرُ عند مَحْسَرِهِ
ولحظٌ يبعثُ الحركا ... ت منك على تَذكُّرِهِ
فما أَدْري بأوَّلِهِ ... سَباني أم بِأخِرِهِ
خالد:
ومريضِ طرفٍ ليس يَصْرِفُ طرفَه ... نحو امرئٍ إلا رَماه بحَتْفِهِ
قد قُلتُ إِذ أبصرْته مُتمايلًا ... والرِدْفُ يَجذِبُ خصرَهُ من خَلفِهِ
يا مَن يُسَلِّمُ خصرَه من رِدفِه ... سَلِّمْ فؤادَ مُحبِّهِ من طَرْفِهِ
وقال ذو الرمة:
ضَناكٌ بَخَنْداةٌ كأنّ حِقابَها ... إذا انْجردَتْ مِن كلِّ دِرعٍ ومِفْضَلِ
على عانِكٍ من رملِ بيَرين بَلَّهُ ... أَهاضيبُ تلبيدٍ فلم يَتَهيَّلِ
وقال الزاهي:
أَردافُ عِينٍ وأوساطُ الزنابيرِ ... فوق المعاقِدِ تُطوى كالطَّواميرِ
أنقاءُ أكثبةٍ من فوقِها قَصَبٌ ... ذُبلُ الخصورِ بِشدّاتِ الزَنانيرِ
يومَ السَعانينِ لاحَتْ في مَطارِفِها ... تِلكَ الوجوهُ كأَمثالِ الدَنانيرِ
سودُ العَمائمِ صُفرٌ قد جَلَوْنَ لنا ... ألوانَ من عَلَّلوهُ بالمعاذيرِ
سبحانَ خالِقِها ماذا أَرادَ بها ... تلكَ المحاسن في تلكَ التصاويرِ
ذو الرمة:
أَلا لا أُبالي الموتَ إن كانَ قَبْلَه ... لِقاءٌ لِمىٍّ وارتجاعٌ من الوَصلِ
أَناةٌ كأنّ المِرْطَ حين تَلوثُه ... على دِعْصَة حمراءَ من عُجَمِ الرملِ
أَسيلةُ مُسْتَنِّ الوِشاحيْنِ قانِيء ... بأطرافها الحِنَّاءُ في سَبِطٍ طَفْلِ
مِنَ الواضِحاتِ البيضِ في غَيْرِ مُرهَةٍ ... ذواتِ الشفاه اللُعْس والحَدَقِ النُجْلِ
وهذا استثناء في صفة النساء بخلوص البياض وإيفاء الوصف حقه بتقييده في عجز البيت باللعس والكحل ما أطلقه في صدره من الوضح والبياض.
أبو عبادة:
إذا نَضَوْنَ شُفوفَ الرَّيْط آوِنَةً ... قَشَرْنَ عن لُؤلُؤِ البحريْن أَصدافا
نواصِعٌ كسيوف الهِندِ مُشعَلةٌ ... ضوْءًا ومُرهَفةٌ في الجدْلِ إِرهافا
كأنَّهنَّ وقد قابَلنْ في طَرفي ... ضِدَّيْن في الحسنِ تَبْتيلًا وإِخطافا
رَدَدْنَ ما خفَّفت عنه الخصورُ إلى ... ما في المآزِرِ فاستَثْقَلْنَ أَردافا
وفي ذكر السيوف تشبيه أبي تمام أعجب حيث يقول:
فما صُقِلَ السيفُ اليَماني لمَشهدٍ ... كما صُقلتْ بالأمسِ تلكَ العوارضُ
الباب الحادي والعشرون
السوق وامتلائها والقصب وخدالتها
وهذا مسلم للمتقدمين وهم يضعون فيه الهناء مواضع النقب، ويطبقون المفصل.
قال كثير عزة:
أولات سَوالِفٍ غُرٍّ وقُبٍّ ... مُخَصَّرةٍ وأَعجازٍ ثِقالِ
ويَجْعلنَ الخَلاخِلَ حين تلوى ... بِأَسوُقِهنَّ في قَصَبٍ خِدالِ
عروة:
فقُمنَ بَطيئًا مَشيُهُنَّ تَأوُّدًا ... على قَصَبٍ قد ضاق عنه خَلاخِلُهْ
كما هزَّتِ المرَّانَ ريحٌ فحرَّكتْ ... أَعالِيَ منهُ وارْجَحنَّتْ أَسافِلُهْ
ذو الرمة:
رَخِيماتُ الكلامِ مُبطَّناتٌ ... جَواعِلُ في البُرى قَصَبًا خِدالا
كأَنَّ جلودَهُنَّ مُمَوَّهاتٌ ... على أَبشارِها ذَهَبًا زُلالا
1 / 32