Tattaunawar Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Nau'ikan
وقال هوايتهد: «منذ سنوات عديدة كنا نقطن قرية اعتاد أهلها الشراب، وقد امتنعنا عنه بتاتا آملين بذلك أن نضرب لهم مثلا حسنا؛ وذلك لأن رجال الكنيسة كانوا يشنون حملتهم على تناول الخمور، وكانت النتيجة أننا لاحظنا آثار الشراب على الآخرين عندما كنا ندعى إلى حفلات العشاء، وأخيرا قلت لأحد مضيفي: «أنصت إلى قولي، هل تدرك
وعلقت على ذلك بقولي: «إن كتردج كان يقول إن كل موضوع نكتة حينما يكون الناس في نشوة.»
فقال نورث: «أجل، ولكن أليس هناك فارق بين الفطنة والنشوة؟ عرفت بحارا عجوزا ما رأيته قط صاحيا ولكنه لم يكن سكران، وكان يتحدث كثيرا في السياسة، ولكنه يلتزم دائما عمومياتها الكبرى، دون الخوض في تفاصيلها. لم يكن ذكيا فطنا في الواقع، ولكن لما كنت أتناول شيئا من الخمر كنت ألاحظ أن نكاته في مسمعي أروع وحكمته أسمى.» - «هل اتضح لكم لماذا يؤثر أهل الشمال الشراب القوي على النبيذ؟»
وكان من رأي هوايتهد أن ذلك لتفادي الإحساس بالبرودة والرطوبة. - «هل يمكن أن يكون ذلك لأن العنب لا ينمو في الشمال؟»
ووافقني بري قائلا: «إنني أعتقد أن ذلك هو السب إلى حد كبير.» ثم أضاف قوله: «ولكن تخمر العصير قديم قدم المدنية.»
وداعبه نورث هوايتهد بقوله: «هل تعني أن الكحول معيار من معايير الحضارة؟»
وأجابه الأستاذ بري بابتسامة مريرة: «لو كان الأمر كذلك لكانت حضارة الولايات المتحدة من نوع شديد الانحطاط في العقد الثالث من القرن العشرين!»
وعلقت على ذلك بقولي: «كان النورمان يدمنون الشراب منذ ألف عام، وكان من المألوف في معاملة العدو أن تنتظر حتى يسكروا جميعا ثم تحرق دارهم بمن فيها، وقد ورد ذكر هذه العادة المستحبة في كثير من القصص التي امتدت حتى بلغت اسكتلندا.» - «ولكن هل كانوا يشربون في عرض البحر؟» - «كلا، فيما يبدو.» - «ولكن الملاحين النشطين يستطيعون استبعاد الكحول.» - «كما يستطيعون استبعاد القهوة.» - «ثم هناك توزيع الروم عليهم.»
فقال نورث: «لا تأخذوهم مأخذ الجد، إنهم قلة تدعو إلى العطف.» - «إن الأوامر بهذا الصدد في السفن الإنجليزية غاية في الدقة. لا يجوز إدمان الشراب في البحر، إلا في عيد الميلاد.»
وبذلك الانتقال السريع الذي يحدث في الحديث، انتقل الموضوع من ندرة الشراب في البلدان اللاتينية التي تقع جنوبي «خط النبيذ» إلى كفاية الملاحين النسبية في فنون الملاحة. وقال قائل: «لا بد أنهم كانوا بارعين في يوم من الأيام؛ لأن أكثر تلك الرحلات البحرية الجريئة التي تمت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر قام بها البرتغاليون والإسبانيون والإيطاليون.»
Shafi da ba'a sani ba