Tattaunawar Alfred North Whitehead

Mahmud Mahmud d. 1450 AH
43

Tattaunawar Alfred North Whitehead

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

Nau'ikan

وواصل حديثه قائلا: «أعتقد أنه من الخطأ أن تتشبث بمكان لأنه أمدك بخبرة بهيجة ذات يوم، إنك بذلك إنما تحتفظ بملك زائل. لا تتمسك بالقديم لأنه أدخل على نفسك السرور في وقت من الأوقات، بل انتقل إلى ما يليه، إلى الإقليم المجاور، والخبرة التالية. لقد خلفنا وراءنا سلسلة من المساكن البهيجة، وكلها آية في الروعة، وكان كل منها في وقت من الأوقات يعني لنا كل شيء، ولكنا لا نأسف اليوم على أي منها بعد ما تركناه.»

المحاورة الخامسة

5 من أبريل 1935م

كان على الأستاذ هوايتهد أن يحضر اجتماعا لرؤساء الأقسام، ولبثت مسز هوايتهد بانتظاره في غرفة جلوسها الصغيرة، التي تطل على فناء راندور هول، وعلى النهر، خلال أشجار الجميز التي بدأت الآن تتفتح أزهارها، وكانت كتبها الخاصة هنا فوق الرفوف من سطح الأرض حتى السقف.

قالت: «إن أكثرها مذكرات فرنسية، في صفين، يعلوها سنت سيمون للرجوع إليه، وعندي صنارة أستطيع أن أجذب بها المجلدات. إن فرنسا - كما كان يقول أولتي عندما كنت تتناول معنا الشاي في المرة الأخيرة - كان من سوء حظها أن تفقد عددا كبيرا من رجالها الذين كان يرجى لهم أن يكونوا من المفكرين الأحرار في ثورتها، وإلى ذلك يرجع السبب فيما أظن إلى ضعف أدبها في أوائل القرن التاسع عشر. إنني لم أطق قط قراءته؛ ومن أجل هذا آثرت المذكرات والرسائل.»

وعاد الأستاذ في الموعد الملائم قبل ساعة العشاء، وانسحبنا إلى المكتبة إلى جوار الموقد لأن هذا المساء من أبريل كان قارص البرودة.

قال الفيلسوف: «إنني أومن أشد الإيمان بأن أسمح للضيوف بالبدء في الحديث في الشئون العامة حتى ينفضوا ما لديهم ويكتسبوا حرارة الغرفة.» وابتسم ابتسامة عريضة ثم قال: «حتى الجو أو المناخ موضوع ملائم للحديث دائما.»

وكان من بين الضيوف الأستاذ رالف بارتن بري، وهو زميل لهوايتهد في قسم الفلسفة، ومؤرخ حياة وليم جيمز. ولما كنت طالبا أستمع إلى محاضرات الأستاذ جورج هربرت بامر في تاريخ الفلسفة، كان بري - وهو حينئذ شاب أسمر وسيم الطلعة - يقوم بإلقاء إحدى محاضرات «بامر» بين الحين والحين، والآن وقد تجاوز ربيع العمر، لم يفقد شيئا من حدة نظرته، أو سناء طلعته. وجاء متأخرا بعض الشيء، وقبيل وصوله كان مضيفنا يقول: «إن الأمم الغربية عندما

واتفق رأينا جميعا على أنه بمقدار ما يدافع عنهم أحد الأحرار في بلد من البلدان، يخيبون ظنه بالإساءة إليه، وقد حدث لنا ذلك مرارا وتكرارا في صحيفتنا ما بين عام 1914م و1917م حتى سئمنا.»

وكان على مائدة الطعام هوايتهد وزوجه، ونورث ابنهما، وكان حينئذ في الصف الأعلى من مدرسة هارفارد لإدارة الأعمال على الضفة المقابلة من نهر شارلز، والأستاذ بري. وبدأ الحديث عن الكحول؛ لأن الخادمة قد وضعت قنينة كبرى على المائدة - مما أدى إلى امتعاض مضيفتنا - وقد بلغت القنينة من الضخامة أنها كادت أن تخفي بتاتا باقة أزهار الربيع.

Shafi da ba'a sani ba