Maharraban Littattafai na Timbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Nau'ikan
في عام 2011، أضيف مكون إضافي إلى الوضع المتأجج. في تلك السنة، أطاح تمرد في ليبيا، مدعوما بطائرات حلف الناتو المقاتلة وصواريخه الجوالة، بنظام العقيد معمر القذافي، وعاد إلى الديار مئات من الطوارق الماليين، الذين كانوا قد وظفوا في جيوش الدكتاتور، ومعهم كل ما استطاعوا حمله من أسلحة وذخيرة. وفي مالي انضموا إلى حركة سياسية كانت تحشد لإقامة دولة طوارق مستقلة تسمى أزواد، وظهرت إلى الوجود «الحركة الوطنية لتحرير أزواد». أعلنت الحركة الحرب على حكومة باماكو وبمعاونة حلفائها من تنظيم القاعدة ألحقت سلسلة من الهزائم النكراء بقوات مالي المسلحة ذات الروح المعنوية المنهارة. وفي منتصف شهر مارس من عام 2012، شنت مجموعة من ضباط الجيش المالي الساخطين انقلابا، وفي أثناء الفوضى السياسية التي أعقبت ذلك، اغتنم المتمردون فرصتهم، فاجتاحوا الشمال بينما تراجع الجيش في حالة من الفوضى.
بينما كان حيدرة جالسا في سيارته في صباح يوم الحادي والثلاثين من مارس، غير رأيه مرة أخرى. في وقت خطر كهذا كان يوجد مكان واحد ينبغي عليه التواجد فيه. عادت سيارة اللاند كروزر المرهقة أدراجها من جديد، واتجهت في الاتجاه الشمالي الشرقي، صوب تمبكتو والحرب.
الفصل الثاني
فراغ واسع وممتد
يونيو-نوفمبر 1788
بدأ السعي من أجل استكشاف تمبكتو، كما كانت تلك الأمور تبدأ في بعض الأحيان، في غرفة تعلو حانة لندنية.
في التاسع من يونيو من عام 1788، اجتمعت مجموعة من تسعة رجال من أصحاب النفوذ في حانة سانت ألبان، والتي تقع على مقربة شديدة من مقر الملك الرسمي في قصر سانت جيمس، وجلسوا ليناقشوا مستقبل الاستكشاف. ضم هذا الاجتماع لنادي السبت الحصري - لم يبد مهما أن ذلك اليوم كان الاثنين - وزير خارجية سابقا، وحاكما عاما مستقبليا للهند، ولوردا من لوردات الحاشية الملكية، إلى جانب قلة قليلة من فرسان المنطقة. ثمانية من أعضاء النادي البالغ عددهم اثني عشر رجلا كانوا أعضاء في البرلمان؛ وستة كانوا زملاء لمؤسسة النخبة العلمية المتمثلة في الجمعية الملكية. وكان واحد منهم - وهو صاحب الدور الرئيسي في تجميع العناصر الرئيسية الفاعلة - يشغل منصب رئيس الجمعية الملكية، وهو السير جوزيف بانكس.
كان بانكس في ذلك الوقت في الخامسة والأربعين من عمره، وكان مدمنا لمعاقرة الخمر، ومائلا إلى البدانة. وعلى خلاف سلفه الشهير، إسحاق نيوتن، كان شخصية محبوبة؛ إذ وصفه جيمس بوزويل بأنه «ضخم كالفيل، وهادئ ولطيف جدا»، وكان يسمح للمرء بأن «يركب على ظهره أو أن يلعب بخرطومه.» كان قد تلقى تعليمه في مدرسة هارو وكلية إيتون، حيث اكتشف أن لديه كراهية للأدب الكلاسيكي وحبا لعلم النبات، وبعد فترة وجيزة من تركه جامعة أكسفورد كان قد انطلق في مغامرته العلمية الأولى، مسافرا بصفته عالم تاريخ طبيعي على فرقاطة تابعة للبحرية الملكية متجهة إلى نيوفاوندلاند ولابرادور. ومع ذلك، كانت هذه مجرد بروفة للرحلة التي كانت ستجعله مرموقا؛ رحلة جيمس كوك الأولى للطواف حول العالم. عاد في عام 1771 من تلك الرحلة التي استغرقت ثلاثة أعوام بثلاثين ألف عينة نباتية مذهلة وبشهرة تخطت حتى شهرة كوك . ثم أصبح صديقا مقربا من الملك جورج الثالث، مطورا حدائقه النباتية الملكية في كيو إلى مركز رئيسي للأبحاث، وببلوغه الخامسة والثلاثين من عمره كان يتولى قيادة أهم مؤسسة علمية في العالم، وهي الجمعية الملكية. وظل في منصب رئيس الجمعية طيلة العقود الأربعة التالية، منشئا شبكة من الأصدقاء والمعارف اشتملت على أبرز الفلاسفة الطبيعيين في ذلك العصر - بنجامين فرانكلين، وكارل لينيوس - إلى جانب مفكرين مبدعين ورجال دولة بدءا من توماس بين وحتى هنري كريستوف، ملك هاييتي. ومن منزله في 32 ميدان سوهو بعث بآلاف الرسائل مانحا الرعاية والنصيحة للمشاريع التي أشعلت حماسه. وكم كان لديه من الحماس!
على مشارف نهاية عصر التنوير، اتخذت خطوات عملاقة في كل مجال من مجالات السعي الإنساني، من الجغرافيا والموسيقى إلى تربية الحيوانات وزراعة نبات الراوند. كان عصر ثورة في السياسة - ففي عام 1783، كانت أمريكا قد نالت الاستقلال عن أحد الأنظمة الملكية؛ وفي عام 1789، تخلصت فرنسا من نظام ملكي آخر - وفي العلم أيضا. كانت إسهامات بانكس في العلم هائلة. فقد ساند ويليام روي، مؤسس هيئة المساحة البريطانية؛ وويليام سميث، مبتكر أول خريطة جيولوجية؛ وويليام هيرشل، أول شخص في التاريخ يكتشف كوكبا في النظام الشمسي، وهو كوكب أورانوس. ومن مقعده في مجلس الزراعة ومجلس خطوط الطول، ساعد في تحديث إنتاج الحبوب والملاحة، بينما بصفته عضوا في مجلس أمناء المتحف البريطاني وضع مجموعات شكلت أساس متحف التاريخ الطبيعي والمكتبة البريطانية. واستحوذت المغامرات فيما وراء البحار بوجه خاص على اهتمام بانكس؛ إذ كان وراء المهمة المشئومة للسفينة «باونتي» التابعة للبحرية الملكية لاستزراع نباتات فاكهة الخبز من تاهيتي لإطعام العبيد في منطقة الكاريبي، وشجع إقامة مستعمرة عقابية في أستراليا. وفقط في يناير من عام 1788، كان أول أسطول يحمل مدانين قد وصل إلى شاطئ كان يوما ما قد بحث فيه عن أنواع نباتات جديدة، وهو الشاطئ الذي كان كوك قد منحه اسم خليج بوتاني.
في صيف عام 1788، كان بانكس ورفاقه على وشك أن يولوا اهتمامهم إلى وجهة جديدة. كانت أفريقيا في ذلك الوقت قارة غامضة للجغرافيا الغربية، وكان بانكس غير اعتيادي في كونه قد وطئها بقدمه، عندما ألقت سفينة كوك «إنديفور» مرساتها في خليج كيب تاون في عام 1771. ربما يكون المستكشفون قد عبروا الدائرة القطبية الجنوبية، لكن ما كانوا يعرفونه عن أفريقيا القريبة كان هزلا، كما أوضحت مقطوعة ساخرة قصيرة وضعها الكاتب الساخر جوناثان سويفت قبل ذلك بنصف قرن:
Shafi da ba'a sani ba