Muhammad Iqbal: Sirarsa da Falsafarsa da Wakokinsa
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Nau'ikan
والنيابة الإلهية.
والنيابة الإلهية في هذه الدنيا هي أعلى درجات الرقي الإنساني. ونائب الحق - الله - خليفة الله في الأرض. وهو أكمل ذات تطمح إليها الإنسانية، وهو معراج الحياة الروحي.
تلتئم في حياة نائب الحق عناصر النفس المتضادة، توحدها أعلى القوى وأعلى الأعمال. فيتوحد فيها الذكر والفكر ، والخيال والعمل، والعقل والخصائص الجبلية. فهو آخر ثمر في شجرة الإنسانية. تحبب إليه الصعاب والشدائد في سبيل رقي الحياة. وهو الحاكم الحق لبني الإنسان؛ لأن حكومته هي في الحقيقة حكومة الله ... ونحن نقترب منه على قدر ارتقائنا. وبهذا القرب تعلو قيمتنا في الحياة.
وأول شرط لظهور نائب الحق أن ترقى الإنسانية في جانبيها الروحي والجسمي. فإن ارتقاء الإنسانية يقتضي ظهور أمة مثالية تتجلى في أفرادها في الجملة هذا التوحد الذاتي، وتصلح لأن يظهر فيها نائب الحق.
فمعنى سلطان الله في الأرض أن تقوم فيها جماعة شورية يتوحد أفرادها، ويقوم على هذه الجماعة واحد يمكن أن يسمى نائب الحق أو الإنسان الكامل، وهذا الإنسان الكامل يبلغ ذروة الكمال التي لا تتصور فوقها ذروة.
وقد رأى نطشه - الفيلسوف الألماني المعروف - ضرورة ظهور هذه الأمة المثالية ولكن دهريته وإعجابه بالسلطان مسخا فلسفته كلها. (3) كيف تلقى الناس منظومة أسرار خودي؟
قال بعض الناس لإقبال: أحسنت وأبدعت، عرفت الداء ووصفت الدواء. وقال آخرون: حدت عن الطريق، ولم يصحبك التوفيق، وأنكرت التصوف، وازدريت أئمة الصوفية.
وكثرت المقالات في القبول والرد، والمدح والثناء. وأقصد هنا إلى تبيين ما كان لأسرار خودي من أثر في نفوس الناس، لماذا قبلها واستحسنها وأعجب بها وأشاد بناظمها من قبل واستحسن وأعجب وأشاد. ولماذا نفر منها من نفر واستنكرها من استنكر، ولعل في بيان هذا وذاك بيانا للجديد في هذه المنظومة، والبدع فيما حوته من آراء؛ تلقى بعض الصوفية دعوة إقبال في أسرار خودي بالاستنكار والرد، إذ وجدوها دعوة إلى «خودي»، وهي كلمة تدل في لغتها الفارسية على الأثرة والعجب والأنوية وما يتصل بها. وتستعمل كذلك في الأردية، فهي دعوة في الأخلاق منكرة، وفي التصوف أشد نكرا. وقد نقل إقبال «خودي» إلى معنى آخر جعله أصل فلسفة له. فأراد بها الذاتية، وقال في فلسفته: إن العالم قائم بهذه الذاتية، وإن الإنسان بهذه الذاتية يقوم على قدر قوتها وضعفها، بل يخلد أو يفنى باستحكامها أو اضمحلالها، وإن مقصد الإنسان في هذه الحياة معرفة ذاته وتقويتها وتنمية مواهبها واستنباط ما في فطرتها. وليس من الخير في شيء إنكار الذات أو إضعافها، بل هو الشر كل الشر. ولا ينبغي العمل لفنائها ولا الرضا به كما يفعل الهنادك وصوفية العجم - كما يقول إقبال - بل لا تفنى الذاتية في الله تعالى وليس من الخير السعي إلى إفنائها فيه:
أحكم نفسك في حضرته ولا تفن في بحر نوره.
ورأى الصوفية في هذا أمرا نكرا؛ إذ كان التصوف في زعمهم يقصد إلى إذلال النفس وتذليلها وإماتتها حتى تؤهل للفناء في الله. بل ادعى بعض المجادلين أن إقبالا ينكر التصوف، ويدعو إلى محوه.
Shafi da ba'a sani ba