Muhammad Iqbal: Sirarsa da Falsafarsa da Wakokinsa
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Nau'ikan
وإن يدرك قادة العقول والأرواح في الأمم حقيقة هذه الأصول الإسلامية، يظفر الإنسان بعالم للمعيشة أفضل من هذا. (و)
والمحاضرة السادسة: «الحركة أصل في التعليم الإسلامي»، تكلم فيها الفيلسوف المسلم عن تصور الإسلام العالم على أنه عالم حركة. وقال إن الإسلام ينكر أواصر الأنساب، ويعترف بالأواصر الروحية، ويقرر أن حياة الإنسان روحية في كنهها، ولا يمكن التطلع إلى أساس نفساني تقوم عليه الوحدة الإنسانية إلا إذا عرفنا أن الحياة الإنسانية روحية .
ويقرر الإسلام أن أصل الوحدة الإنسانية في التوحيد. إن أصل الحياة كلها دائم يتجلى في مظاهر متغيرة. والجماعة القائمة على هذا الأصل ينبغي أن تجمع في نفسها هاتين الصفتين: الدوام والتغير. ومن يتصور الأصول الدائمة الأبدية غير قابلة التغير فقد وقف ما هو متحرك بطبيعته.
ومعنى هذه الفقرات التي نقلتها عن إقبال أن حياة الإنسان لا تحدها أنساب، ولكنها قائمة على أصول روحية بها وحدة الإنسان، وأن هذه الحياة الروحية دائمة في أصلها متغيرة في مظاهرها. فالجماعة الإنسانية ينبغي أن تقوم عل أصول دائمة من عقائدها وسننها، متغيرة في مظاهرها وأحوالها.
ثم يقول:
والحركة في الجماعة الإسلامية بالاجتهاد. ويؤسفنا أن هذا الأصل الذي يهب الأمة الحياة لم يعمل عمله في المسلمين. إن من أقوى أسباب ضعف المسلمين إهمال هذا الأصل، أعني إبطال الاجتهاد.
ثم يتكلم إقبال عن الإجماع أصلا من أصول الشرع الإسلامي، فيقول:
والأصل الثالث من أصول الشرع الإجماع. وهو عندي أعظم السنن الشرعية، وعجيب أن هذه السنة الرشيدة نالت كثيرا من بحث المسلمين وجدالهم، ولكنها لم تعد التفكير إلى العمل. وقلما صارت سنة عملية في بلد إسلامي. ولعل اتخاذها سنة دائمة ونظاما محكما لم يلائم مطامع الملك المطلق الذي نشأ في الإسلام بعد الخلفاء الراشدين. ولعل ترك الاجتهاد لأفراد من المجتهدين كان أقرب إلى منافع الخلفاء من بني أمية وبني العباس، من تأليف جماعة دائمة عسى أن تفوقهم قوة.
ومما يبعث على الرضا والأمل أن سيرة الحوادث في هذا العصر، وتجاريب أمم أوروبا؛ أشعرت الفكر المسلم الحديث بقيمة الإجماع وعرفته أنه ممكن. وشيوع النزعة الجمهورية، ونشوء مجالس التشريع يمهدان السبيل إلى العمل بسنة الإجماع. (ز)
وفي المحاضرة السابعة: «هل التدين ممكن؟»
Shafi da ba'a sani ba