Muhammadu Ali Jinnah
القائد الأعظم محمد علي جناح
Nau'ikan
مقدمة المؤلف
كتبت عن القائد الأعظم كلمة تقدير يوم سمعت بنعيه منذ ثلاث سنوات، اعتمدت فيها على المعلومات المتفرقة التي تناثرت إلينا من أخبار الصحافة والإذاعة، وكلها نتف قصيرة لا تجتمع منها سيرة وافية تكفي للتعريف بالرجل العظيم.
ولكن هذه المعلومات كانت كافية للتنويه بعظمة الرجل، وإن لم تكن كافية لتأليف كتاب في سيرته، وقد كان تأليف كتاب عن «جناح» من الموضوعات التي أعقد النية عليها في سياق متابعتي للحوادث العصرية، ثم أترك تحقيقها لحينه كلما استطعت التفرغ لموضوع بعد موضوع.
وقد كان محمد علي جناح وفاق شرط العظمة عندي بين زعماء الأمم ودعاة الأمم المغلوبة إلى الاستقلال.
وشرط العظمة عندي في هؤلاء الزعماء: همة الجبابرة من رجال العمل، وطموح المثاليين من المؤمنين بالفكرة ... وهما خلصتان لا تخفيان من أقل الأخبار التي تروى عن جناح في إبان جهاده، فإنه رجل تصدى بهمته العالية لتحقيق فكرة مثالية، سمع بها «الخبراء» فأجمعوا - أو كادوا يجمعون - على أنها مستحيلة، وأن جناحا يتخبط في الظلام وراء خيال لا يطلع عليه النور.
وطلع النور على الخيال، فإذا هو «خيال» ثابت كالجبال: كان جناح وفاق شرط العظمة بهذا وبما يزيد عليه، وهو الخلق المكين الذي يقاوم كل إغراء ولا يتخاذل أمام الوعيد.
والتمست المراجع الوافية عنه فلم أجدها، ثم تتبعت هذه المراجع سنة بعد سنة، واطلعت منها على الكتب وعلى الفصول، ومنها ما كتبه أبناء الباكستان، وما كتبه المنصفون من الغربيين في عرض الكلام على السياسة الشرقية، ومنها ما كتبه من أبناء الغرب والشرق أناس غير منصفين، ولكنهم يروون على الرغم منهم أخبار الرجل فتعليه وتزكيه من حيث يريدون انتقاصه والقدح فيه، ورب واقعة يسوقها العدو فيسجل بها شهادة لا تتهم؛ لأنها تكشف من مواطن للثناء لا يقصدها الأعداء.
وتجمعت المراجع التي تكفي لتأليف كتاب عن القائد الأعظم فألفت هذا الكتاب. •••
قال لي بعض أصحابي حين علموا أنني أكتب كتابا عن جناح: «لا جرم وقد كتبت عن غاندي ألا تفوتك الكتابة عن جناح!»
خاطر طبيعي لا غرابة في سبقه إلى الأذهان؛ لأن السبب الذي تخيلوه للكتابة عن محمد علي جناح سبب وجيه، فمن حق الباكستان علينا ألا نسكت عن زعيمها وقد أعطينا الهند حقها في زعيمها، ومقام القائد الأعظم في الشرق قرين لمقام «المهاتما» الذي سميناه بالروح العظيم.
Shafi da ba'a sani ba