292

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Mai Buga Littafi

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٠ هـ

Inda aka buga

بيروت

من الذنب إلا بإقلاع عنه. وكتب كاتب: إن تركت الأعتذار فلما قال الشاعر:
إذا لم يكن للعذر وجه مبين ... فإن اطراح العذر خير من العذر «١»
وقيل للمطيع «٢» وقد بلغ المهتدي «٣» عنه شيء أنكره: إن كان ما بلغك حقا فما تغني المعاذير وإن كان كذبا فما تضرّ الأباطيل.
الممتنع من العذر عن حقّ أورده
سأل الحجاج أعرابيا عن أخيه محمد بن يوسف: كيف تركته؟ فقال: تركته سمينا عظيما. قال: إنما سألت عن سيرته، قال: ظلوما غشوما. قال: أما علمت أنه أخي؟ قال:
نعم ما هو بك أعزّ منّي بالله فأمر بضربه، فقيل له: اعتذر إليه. فقال: معاذ الله أن أعتذر من حق أوردته.
وخطب الحجاج يوما فأطال، فقام رجل فقال: الصلاة والوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك فأمر بحبسه فأتاه قومه وزعموا أنه مجنون فإن رأى أن يخلي سبيله فقال: إن أقر بالجنون خلّيته. فقيل له ذلك فقال: معاذ الله لا أزعم أن الله ابتلاني وقد عافاني. فبلغ ذلك الحجّاج فعفا عنه لصدقه.
ودخل رجل على سلطان وكان قد أذنب فقال: بأي وجه تلقاني؟ فقال: بالوجه الذي ألقى به الله، فإن ذنوبي إليه أكثر وعقوبته أكبر. فعفا عنه ووصله.
تأسّف من يعاتب من غير ذنب
قال شاعر:
قد يلام البريء من غير ذنب ... وتغطّى من المسيء الذّنوب
وقال آخر:
إذا كنت ملحيا مسيئا ومحسنا ... فغشيان ما تهوى من الأمر أكيس «٤»
وقال البحتري:
إذا محاسني اللاتي أدلّ بها ... كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر!
وفي المثل: ربّ ملوم لا ذنب له. قال شاعر:
وكم من موقف حسن أحيلت ... محاسنه فعدّ من الذّنوب

1 / 296