Kurakurai na Mantiki
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
Nau'ikan
قد تتناول جزءا صغيرا من موقف الخصم، فتأخذه بأكثر من حجمه، وتفرط في تعميمه فتعامله كما لو كان ممثلا لموقفه الكلي، بينما هو لا يمثل شيئا ذا قيمة، وإنه لتبديد للطاقة وإجهاض للجدل، فضلا عن كونه إجحافا ومغالطة، أن تتناول بالتفنيد جانبا هامشيا من جوانب المذهب أو صيغة ضعيفة مفرطة التبسيط لموقف الخصم، إن الأيديولوجيات التي كسبت أنصارا ودامت حقبا هي، على الأرجح، أنساق تتمتع بمزايا معينة عليك أن تقف عليها وتكتنهها؛ حتى يتسنى لك أن تفندها في جوانبها القوية، فالمسألة الجديرة حقا بالتناول إنما ينبغي التماسها في هذه الجوانب القوية وعلى هذا المستوى الرفيع. (2) التصنيف والتنميط
يميل العقل البشري بطبيعته إلى تصنيف الأشياء وتنميطها (حتى ليغدو ذلك شرطا من شروط الإدراك)؛ لأن العقل لا محيد له عن أن يفرض نظاما على الفوضى ويضفي معنى على الشواش، ربما لذلك يميل المرء أحيانا إلى أن يصنف الخصم تصنيفا خاطئا ويتوسم فيه غير ما هو، ويسقط عليه من تصنيفاته الفئوية الخاصة ما لا يناسبه، وكان المرء هنا يكشف عن ذات نفسه أكثر مما يكشف عن الآخر، ويسري عليه قول سبينوزا: «إن ما يقوله بولس عن بطرس يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس.»
وقد يميل المرء إلى «التنميط»
stereotyping
فيدمغ الخصم بصفات معينة تميز الجماعة أو الطائفة التي ينتمي إليها، بينما الخصم يرى رأيا يحيد كثيرا عن تلك الطائفة أو يذهب مذهبا يمثل جناحا معينا منها، والذي قد يختلف اختلافا مهما عن آراء الأجنحة الأخرى من نفس الطائفة. (3) رجل القش المتطرف
ويجري مجرى التبسيط أن ترمي الخصم بالتطرف وهو معتدل، وبالمطلقية وهو نسبي، والحق أن أمثل النماذج لرجل القش هو أن تهول من موقف الخصم وتزيحه من الأواسط إلى الأطراف، ذلك أن المواقف المتطرفة أسهل في التفنيد لأنها لا تسمح باستثناءات، انظر إلى هذا الطيف من المواقف:
كل «أ» هو «ب».
معظم «أ» هو «ب».
بعض «أ» هو «ب».
بعض «أ» ليس «ب».
Shafi da ba'a sani ba