167

Mufradat Alfaz al-Qur'an

مفردات ألفاظ القرآن‌

Bincike

صفوان عدنان الداودي

Mai Buga Littafi

دار القلم

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٢ هـ

Inda aka buga

الدار الشامية - دمشق بيروت

مجبرا في صورة مخيّر، فإمّا راض بصنعته لا يريد عنها حولا، وإمّا كاره لها يكابدها مع كراهيته لها، كأنه لا يجد عنها بدلا ولذلك قال تعالى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون/ ٥٣]، وقال ﷿: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا [الزخرف/ ٣٢]، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر، وهو لا يقهر إلا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه، وقد روي عن أمير المؤمنين ﵁: (يا بارئ المسموكات وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها) . وقول ابن قتيبة «١»: هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدّم. وجَبَرُوت: فعلوت من التجبر، واسْتَجْبَرْتُ حاله: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُهَا أي: لا يتحرّى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجَبِيرَة: للخرقة التي تشد على المَجْبُور، والجِبَارة للخشبة التي تشدّ عليه، وجمعها جَبَائِر، وسمّي الدّملوج «٢» جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار: لما يسقط من الأرش. جبل الجَبَل جمعه: أَجْبَال وجِبَال، وقال ﷿: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهادًا وَالْجِبالَ أَوْتادًا [النبأ/ ٦- ٧]، وقال تعالى: وَالْجِبالَ أَرْساها [النازعات/ ٣٢]، وقال تعالى: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ [النور/ ٤٣]، وقال تعالى: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها [فاطر/ ٢٧]، وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ: يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا [طه/ ١٠٥]، وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا فارِهِينَ [الشعراء/ ١٤٩]، واعتبر معانيه، فاستعير منه واشتق منه بحسبه، فقيل: فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه. وجَبَلَهُ الله على كذا، إشارة إلى ما رّكب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله، وفلان ذو جِبِلَّة، أي: غليظ الجسم، وثوب جيد الجبلة، وتصور منه معنى العظم، فقيل للجماعة العظيمة: جِبْلٌ. قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا [يس/ ٦٢]، أي: جماعة تشبيها بالجبل في العظم وقرئ: جِبِلًّا «٣» مثقّلا. قال التوزي «٤»: جُبْلًا «٥» وجَبْلًا وجُبُلًّا «٦» وجِبِلًّا.

(١) غريب الحديث ٢/ ١٤٥. (٢) هو الحجر الأملس. (٣) وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف، بضمتين وتخفيف اللام. (٤) اسمه عبد الله بن محمد، توفي ٢٣٠ هـ. راجع أخباره في إنباه الرواة ٢/ ١٢٦. (٥) وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر. (٦) وبها قرأ روح عن يعقوب.

1 / 185