والشُّكرُ له على آلائِهِ، وإن لم يَكُن أحدٌ أحصاها.
وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وَحدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهادَةَ مُحَقِّقٍ أصُولِهَا
ــ
عن الإحاطة بصفات الحق تعالى وأسمائه؛ كما قال ﵊: لاَ أُحصِي ثَنَاءً عَلَيكَ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَى نَفسِكَ (١).
والآلاء: النِّعَم، واحده: إلى؛ كمِعًى وأمعاء، وقيل: أَلىً؛ كقَفًا وأَقفاء؛ قال الشاعر:
أَبيَضُ لا يَرهَبُ الهُزَالَ وَلا ... يَقطَعُ رِحمًا وَلا يَحوز إِلًى
يُروى بالوجهين، وقيل: إليٌ؛ كحِسيٍ وأَحسَاء.
و(قوله: وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له) أي: أنطِقُ بما أعلمُهُ وأتحقَّقُهُ.
وأصلُ الشهادة: الإخبارُ عمَّا شاهد المخبِرُ بحسِّه، ثُمَّ قد يقال على ما يحقّقه الإنسانُ ويتقَّنَهُ وإن لم يكن شاهدًا للحِسِّ؛ لأنَّ المحقَّقَ علمًا كالمدرَكِ حِسًّا ومشاهدةً.
و(قوله: شهادةَ محقِّقٍ أصولها، محيطٍ بمعناها):
أصولُ الشهادة: أدلَّتُها العقليَّة والسمعيَّة.
والإحاطةُ تعني هاهنا: العلمَ بمعناها في اللغة، وفي عُرفِ الاستعمال.
ومُحَمَّدٌ: مُفَعَّل من الحمد، وهو الذي كثُرت خصالُهُ المحمودة؛ قال الشاعر:
. . . . . . . . ... إِلَى المَاجِدِ القَرمِ الجَوَادِ المُحَمَّدِ (٢)
ولمَّا لم يكن في الأنبياء ولا في الرسل مَن له من الخصالِ المحمودةِ ما